اتفق الزعماء العرب على عقد قمة استثنائية في سبتمبر المقبل لمتابعة نتائج القمة ال 22 التي اختتمت أعمالها أمس بمدينة سرت الليبية، بعد استكمال مناقشة الموضوعات المدرجة على جدول أعمالها وفي مقدمتها قضية القدس ومسألة المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل. وقال عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية في مؤتمر صحافي مقتضب: إن القمة اختتمت أعمالها بجلسة علنية قصيرة غابت عنها كلمات الرؤساء بعد أن تمت معظم المناقشات بجلسات مغلقة، مشيدا بما أسماه التوافق العربي على معظم القضايا. وأكد القادة العرب أن “استئناف المفاوضات يتطلب الوقف الكامل للاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدسالشرقية”. وقال القادة العرب في قرار أصدروه في ختام القمة: إنهم “يؤكدون الالتزام بالموقف العربي بأن استئناف المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية، يتطلب تنفيذ إسرائيل التزامها القانوني بالوقف الكامل للاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدسالشرقية، ورفض الذرائع والتبريرات الإسرائيلية كافة تحت أي اسم للاستمرار في نشاطها الاستيطاني غير المشروع”. كما أعاد قرار القمة العربية “التأكيد على ضرورة الالتزام بسقف زمني محدد لهذه المفاوضات، وأن تستأنف من حيث توقفت، وعلى أساس المرجعيات المتفق عليها لعملية السلام. ودعا البيان الختامي للقمة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى “التمسك بموقفه المبدئي والأساسي الذي دعا فيه إلى الوقف الكامل لسياسة الاستيطان في الأراضي المحتلة كافة، بما في ذلك النمو الطبيعي، وفي القدسالشرقية”. كما أكد “مطالبة اللجنة الرباعية بعدم قبول الحجج الإسرائيلية لاستمرار الاستيطان والاعتداءات المستمرة على القدس لتهويدها، والضغط على إسرائيل لوقف الاستيطان”. وأوضح موسى أن القادة العرب طلبوا منه “تقديم تقرير” حول اقتراحه، وسيتم تدارسه خلال القمة الاستثنائية. واقترحت اليمن، مدعومة من ليبيا، مشروعا لتطوير الجامعة العربية وتحويلها إلى “اتحاد عربي”. وتقدم موسى، في افتتاح القمة إلى القادة العرب بمشروع قرار ينص على “البدء بالدعوة إلى تشكيل رابطة إقليمية” بين الدول الإقليمية الصديقة، ودول الجامعة العربية، تُدعى رابطة الجوار العربي “تتأسس على سياسة جوار عربية تقوم على تعظيم المصالح المشتركة وتحقيق الأمن لمجمل دول الرابطة”. كما يقضي المشروع بأن “تضم الرابطة مختلف الدول المحيطة بالعالم العربي في آسيا وإفريقيا، وتتشكل بناء على دعوة من الدول العربية واحدة تلو الأخرى”. ويقترح المشروع أن “توجه الدعوة الأولى إلى الجمهورية التركية، وتوجه الدعوة الثانية في الوقت نفسه إلى جمهورية تشاد، وتشكل فور قبولهما أو قبول إحداهما رابطة الجوار العربي”. وينص مشروع القرار المقترح كذلك على أن “يعقد مجلس الوزراء العرب دورة خاصة لإطلاق الرابطة في موعد غايته سبتمبر 2010”. واتفق القادة العرب اليوم على أن توجه الدعوة الأولى إلى تركيا والثانية في الوقت نفسه إلى تشاد، وتشكل فور قبولهما أو قبول إحداهما الرابطة المقترحة. ومن جانبه، أكد أحمد أبو الغيط وزير الخارجية المصري أنه تمت مناقشة الاقتراح اليمني بإنشاء اتحاد عربي، وتقرر “تشكيل لجنة ثلاثية من قادة ليبيا وقطر واليمن لدراسة كل مشروعات تطوير الجامعة، على أن يعرض ما تتوصل إليه هذه اللجنة على قمة استثنائية”. وبشأن حماية القدس، وافق القادة على زيادة الدعم المادي لصندوقي الأقصى والقدس إلى 500 مليون دولار لدعم صمود الشعب الفلسطيني، وتثبيته على أرضه، وتمكينه من إفشال المخططات الإسرائيلية المستمرة والمتصاعدة بالقدس. كما اتفق القادة على إنشاء مفوضية عامة تعنى بشؤون القدس وتدعم صمود أهلها بالأمانة العامة للجامعة، وطلبوا من الأمانة دراسة إمكانية عقد مؤتمر دولي بمشاركة جميع الدول العربية والمؤسسات والنقابات وهيئات المجتمع المدني المعنية خلال الشهور الثلاثة المقبلة للدفاع عن القدس. ومن ضمن القرارات التي صدرت عن القمة: أدان القادة جريمة اغتيال محمود المبحوح القيادي بحماس في الإمارات باعتبارها تمثل انتهاكا لسيادة وأمن هذه الدولة، وللأعراف والقانون الدولي، ودعوا جميع الدول المعنية إلى التعاون مع أجهزة التحقيق بالإمارات. كما ناقش القادة العرب ضرورة اتخاذ موقف موحد من النزاع القائم حول الأسلحة النووية بالمنطقة، انطلاقا من المصالح العربية بعيدا عن مصالح وأهداف ومحاولات الآخرين. ورحبت القمة بالانتخابات البرلمانية التي شهدها العراق أخيرا، و “بالخطوات الجادة التي تتخذها الحكومة العراقية لتنفيذ الخطة الأمنية لفرض القانون”، مشددين على ضرورة احترام الحدود الدولية للعراق مع دول الجوار، وعدم انتهاك سيادته الوطنية. وفيما يتعلق بالوضع في السودان، شددت القمة على التضامن مع السودان، ودعمه بمواجهة قرار الدائرة التمهيدية الأولى للمحكمة الجنائية الدولية بحق الرئيس عمر البشير، واصفة القرار بأنه سابقة خطيرة.