هددت الولاياتالمتحدة بأنها سترد على تفجير سفينتها الحربية في ميناء عدن صباح أمس، مما أسفر عن مقتل اربعة عسكريين وجرح 31 وفقدان 12 من قوات المارينز. وعلى رغم ان الرئيس علي عبدالله صالح استبعد ان يكون حادث المدمّرة "يو. أس. أس. كول" مُدبّراً، فإن مسؤولين في وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون أكدوا مساء ان المؤشرات تدل على ان العملية كانت "انتحارية". تفاصيل ص3 وقال مصدر أميركي رفيع المستوى ل"الحياة" مساء: "كل المؤشرات يدل على ان الحادث كان نتيجة عملية ارهابية". وقال مسؤولون في "البنتاغون" ان "ارهابيين" كانوا على متن زورق صغير كان يساعد المدمرة "كول" على التحرّك في الميناء، فجّروا أنفسهم وزورقهم في "عمل انتحاري" استهدف على ما يبدو المدمرة الأميركية التي كانت تُقل نحو 250 من المارينز. وعلمت "الحياة" ان مدير وكالة الاستخبارات المركزية سي. آي. ايه جورج تينت، الموجود في الشرق الأوسط، سيزور بعض مراكز تجمّع القوات الأميركية في المنطقة. وأعلنت واشنطن مساء انها أرسلت محققين من مكتب التحقيقات الفيديرالي اف. بي. آي الى عدن. ولا تُرسل أميركا محققي المكتب سوى في حال اشتباهها في حصول عمل ارهابي مدبّر. وكانت وزيرة الخارجية مادلين أولبرايت أكدت ظهراً ان بلادها سترد على "المسؤولين" عن تفجير المدمّرة في حال تأكدت ان العملية "إرهابية". غير ان الرئيس علي عبدالله صالح، الذي عاد الجرحى، قال مساء انه لا يعتقد ان العملية إرهابية. وأفاد التلفزيون اليمني الذي قطع إرساله لبث النبأ، ان علي صالح اتصل بالوزيرة أولبرايت وأكد لها ان صنعاء تُحقق في حادثة ميناء عدن و"ان المؤشرات الأولية تدل على ان الحادث لم يكن مُدبّراً". وأضاف التلفزيون ان علي صالح أكد ان السلطات اليمنية لن تدخر جهداً لملاحقة المسؤولين عن الحادث "أياً كانوا" لو تبيّن لها انه مدبّر. وقال شهود ومصادر أمنية في عدن ل "الحياة" ان منطقة حصول الحادث تُعتبر مغلقة على السفن والزوارق اليمنية، وان السفن والبوارج الأميركية والأجنبية تتزود عادة بالوقود فيها الرصيف التابع لشركة "عفارا" الاستثمارية. وقالت مصادر حكومية ان الرئيس اليمني أمر بتشكيل لجنة تحقيق يُشارك فيها الجانب الأميركي بهدف كشف ملابسات الحادث "في أسرع وقت". وقال شهود في عدن ان الانفجار كان قوياً لدرجة انه حطّم النوافذ الزجاجية للمكاتب والبنايات القريبة من الميناء. وهرعت قوات الأمن الى المنطقة وفرضت حظراً عليها. ونجح الأميركيون بعد الظهر في وقف تسرب الماء الى داخل المدمرة. وفي لندن، تساءل مراقبون عن الأهداف التي يمكن ان يضربها الأميركيون، بحسب تهديد أولبرايت، في حال تأكدوا ان تفجير المدمّرة "عمل ارهابي". وهم كانوا قصفوا في 1998 "مراكز إرهابية" قالوا انها تتبع أسامة بن لادن في أفغانستان ومصنع "الشفاء" في السودان رداً على تفجير سفارتي الولاياتالمتحدة في نيروبي ودار السلام. وأيد إبن لادن تفجير السفارتين لكنه نفى ضلوعه فيهما. ويعيش الشارع اليمني حالياً جوّاً معادياً للأميركيين خصوصاً بعد الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين. ونفى اليمن مراراً انه يؤوي مراكز عسكرية أميركية، وهي تهمة رددها أصوليون مراراً. واعتقلت السلطات في 1998 أعضاء في جماعة أصولية "جيش عدن أبين" قالوا في التحقيق معهم انهم كانوا ينوون تفجير فندق يرتاده عسكريون أميركيون يعملون في مجال تفكيك الألغام مقرهم عدن. وأعدمت السلطات اليمنية العام الماضي زعيم هذه المجموعة زين العابدين أبو بكر المحضار الذي كان قال خلال محاكمته انه زار إبن لادن خلال وجود الأخير في افغانستان. وكان أصوليون هاجموا بالصواريخ، في 1993، مطاراً في عدن استخدمه الأميركيون في عمليات نقل التموين الى قواتهم المشاركة في قوات حفظ السلام الدولية في الصومال. وقال أسامة بن لادن، قبل أعوام، ان "مجاهدين" كانوا وراء الهجوم على القوات الأميركية في اليمن والصومال.