تحدَّث الرئيس اليمني السابق، علي عبدالله صالح، عن «تفاصيل مثيرة» تتعلق بحادثة تفجير المدمرة الأمريكية «يو إس إس كول» في عدن عام 2000. وقال صالح، في لقاءٍ جمعه بعددٍ من الصحفيين، إن الولاياتالمتحدةالأمريكية حاصرت عدن عام 2000 بعد تفجير المدمرة ووجَّهت قواتها بالسيطرة على المدينة ونفذت إنزالاً جوياً لعددٍ من جنود المشاة البحرية «مارينز» وقوات التدخل السريع لتسيطر على مطار عدن دون علم السلطات اليمنية. وذكر أنه وجَّه حينها قوات الحرس الخاص والأمن المركزي بمنع القوات الأمريكية من الخروج من مطار عدن حتى تم التفاهم مع الجانب الأمريكي، وقال إن السفن الأمريكية تحركت من جيبوتي والبحرين إلى المياه الإقليمية لتدخل إلى سواحل عدن، غير أن الجانب اليمني رفض وبشده هذا التوجه. وأكد صالح أن مروحيات أمريكية كانت تحلق فوق ميناء عدن وأنه وجه قوات الدفاع الجوي اليمنية بضرب هذه الطائرات في حال لم تغادر بعد أن تم عمل برقية مفتوحة بهذا الخصوص. وكان تنظيم القاعدة استهدف المدمرة الأمريكية بقارب مفخخ وقتل في العملية 13 جندياً أمريكياً وأصيب أكثر من 50 آخرين. وكشف صالح عن أن الإدارة الأمريكية كانت عازمة على توجيه ضربة عسكرية لليمن بعد أن تم الاتفاق مع بريطانيا ودول أوروبية بهذا الخصوص، وأن اليمن كانت على وشك تلقي ضربة أمريكية بسبب تفجير تنظيم القاعدة للمدمرة الأمريكية «يو إس إس كول» وتفجير برجي التجارة العالمي، حيث وُضِعَت اليمن بعد أفغانستان من حيث وجود القاعدة وخطرها على الأمن القومي الأمريكي. وأشار صالح إلى مطالبته الجانب الأمريكي بعد تفجير المدمرة بوقف أي تحرك عسكري في عدن على أن يتم القبض على المتهمين في العملية خلال 72 ساعة فقط، وهو ما تم فعلاً، حيث تم ضبط الخلية التي نفذت العملية باستثناء اثنين، أحدهما فر إلى الإمارات وأُلقِيَ القبض عليه هناك وتم نقله إلى سجن جوانتانامو، والثاني ظل هارباً داخل اليمن. وتحدث صالح عن تحليق مكثف يتم حالياً للطائرات الأمريكية في أجواء اليمن وحتى العاصمة صنعاء، وقال: «الطائرات الاستطلاعية الأمريكية تحلق فوق بيوتنا باستمرار واليمن تحولت إلى ساحة للطائرات الأمريكية والسفن في المياه الإقليمية». ولفت إلى أن الاتفاق كان مع الجانب الأمريكي على مشاركة الطيران الأمريكي في ضرب أهداف معينة في حال لم تتمكن القوات اليمنية من الوصول لهذه الأهداف بسبب نقص الإمكانات التقنية. من جهة أخرى، أفادت مصادر «الشرق» بأن وكالة المخابرات الأمريكية حوَّلت فندق شيراتون في صنعاء إلى مقرٍ لها في اليمن تدير أعمالها منه، كما حوَّلت قاعدة العند الجوية إلى مركزٍ لجنود البحرية الأمريكية «المارينز»، كما تحدثت المصادر عن وجود قوات أمريكية في فندق شيراتون في عدن جنوبي اليمن. وأضافت إن الجانب الأمريكي عزز من حجم وجوده العسكري في اليمن، حيث يتم حالياً بناء قاعدة عسكرية أمريكية داخل قاعدة العند الجوية العسكرية في محافظة لحج المجاورة لعدن. وكانت قاعدة العند أكبر القواعد العسكرية السوفيتية في المنطقة في عهد الاتحاد السوفيتي.