انتخب الرئيس الروسي بالوكالة فلاديمير بوتين امس رئيساً لرابطة الدول المستقلة رغم انه ما زال عليه ان يغدو رئيساً "منتخباً" شرعياً لروسيا. وأدار بوتين امس أول قمة تعقدها الرابطة بعد استقالة مؤسسها سلفه بوريس يلتسن. وبدا اكثر تصميماً على اتخاذ مواقف صارمة للدفاع عن مصالح بلاده في "مرحلة ما بعد الاتحاد السوفياتي". وكان يفترض ان يرأس الدورة الحالية للرابطة الرئيس الطاجيكي امام علي رحمانوف. الا انه تنازل لبوتين بوصفه الرئيس الفعلي لأكبر عضو في الرابطة وفي قرار يوحي باحتمال تعزيز التقارب العسكري بين دول الرابطة، ستجرى في اوزبكستان وقرغيزيا مناورات تشارك فيها قوات خمس دول. واتفق الرؤساء على وضع برنامج موحد لمكافحة "الإرهاب والتطرف". وواضح ان روسيا تعني بذلك من تصفهم ب"الانفصاليين" الشيشانيين. وعقد بوتين اجتماعاً مهماً مع رؤساء دول القوقاز الثلاث جورجيا وارمينيا واذربيجان للبحث في تطورات الوضع، في ضوء ما أفرزته الحرب الشيشانية ومناقشة سبل تسوية النزاعات التي تؤزم الوضع في الرقعة الممتدة بين بحر قزوين والبحر الأسود. ونوقشت آفاق معالجة مشكلة قره باخ في اجتماع ثلاثي ضم بوتين والرئيسين الارميني روبرت كوتشاريان والأذري حيدر علييف. وقال ل"الحياة" نائب في البرلمان الروسي ان اسلوب بوتين في التعاطي مع رؤساء الرابطة "يختلف جذرياً عن العشوائية والمزاجية" المميزتين لدى بوريس يلتسن الذي اعتمد على صلاته الشخصية وكان يقدم تنازلات من دون مقابل أو يتشدد فيؤزم العلاقات مع دول الجوار. واضاف ان بوتين اظهر "حزماً وجدية" في الدفاع عن مصالح روسيا الاقتصادية مع الرابطة والعسكرية في مواجهة التمدد الاطلسي. سلاح الكهرباء ويبدو ان تصلب مواقف موسكو واستخدامها "سلاح الكهرباء" اي التهديد بقطع التيار عن الدول "المتمردة" أديا الى "تليين" مواقف جورجيا واذربيجان. وأوضح بوتين انه يريد للرابطة ان تكون موالية تسمح بالحفاظ على احسن ما كان لدينا. وتابع ان التعاون مع دول الكومنولث سيبقى "أولوية مطلقة" لموسكو.