النهاية الحقيقية لسلالة غاندي - نهرو، بدأت يوم الأول من تشرين الثاني نوفمبر 1984، حين جرى اغتيال رئيسة الحكومة السيدة انديرا غاندي ابنة الرئيس جواهر لال نهرو ووريثته. ومن المعروف ان اغتيال السيدة انديرا الذي تم على يد اثنين من حراسها ينتميان الى طائفة السيخ القوية والعنيدة، ولقد اغتالها الحارسان باطلاقهما العديد من الرصاصات عليها مما أوقعها صريعة فيما كانت تنتقل من دارتها الى مكتبها في نيودلهي. يومها اطلق الحارسان أكثر من عشر رصاصات مزقت جسدها، من ناحية المعدة وجعلتها تطلق صرخة عنيفة قبل ان تتهاوى وتنقل الى المستشفى، حيث لم تنجح الجراحة السريعة التي اجريت لها فأسلمت الروح بعد ساعتين. حينها قتل واحد من قاتليها على يد بقية الحراس فيما تم اعتقال القاتل الثاني. وتبين ان الاغتيال انما جرى كرد على الهجوم الذي أمرت انديرا غاندي بشنه على "المعبد الذهبي" قبل ذلك بأكثر من أربعة شهور ونصف الشهر. وكان ذلك الهجوم قد أتى في ذروة اوضاع سياسية بدت انديرا غاندي معها وكأنها قد فقدت أعصابها، هي التي كان يؤمل منها الكثير حين خلفت أباها في زعامة حزب المؤتمر ثم في رئاسة الحكومة الهندية، فراحت تلقب بپ"السيدة الحديدية" وبدأت تعلق الحريات الديموقراطية. ولقد وصل بها هذا كله الى ذلك الصراع الكبير الذي نشب بينها وبين طائفة السيخ - الصراع الذي قضى عليها. كان الصراع بين انديرا غاندي وبين طائفة السيخ قد اندلع منذ فترة قبل ذلك، منذ ان بدأ أبناء السيخ يطالبون بالمزيد من الحقوق، وفي أحيان كثيرة بالاستقلال عن الدولة المركزية في الهند. ولم يكن في امكان انديرا غاندي السكوت عن ذلك التدرج في المطالب الذى راح يحدد سلوك طائفة مرعبة اشتهرت بشدة مراس مقاتليها وبدهاء قادتها السياسيين، اضافة الى اشتهارها بأنها حين تصمم على أمر تناله في النهاية.