قال الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان ان عملية اختيار رئيس للجنة الجديدة التي ستكلف نزع الأسلحة العراقية المحظورة انموفيك "اكثر تعقيداً" مما توقع، وأعرب عن امله بالتوصل الى توافق على مرشح قبل غد، الموعد الذي حدده القرار 1284 لاختيار رئيس "انموفيك". لكن احتمالات تمديد الموعد ظلت واردة نظراً الى غياب التوافق بين الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن على مرشح. وقالت مصادر مطلعة ل"الحياة" ان روسيا ابلغت انان عدم موافقتها على ترشيح السفير السويدي رالف اكيوس، الرئيس السابق للجنة "اونسكوم"، والسفير الفنلندي لدى اسرائيل باسي باثوكاليو، في ضوء قراءتها المواقف العراقية من الرجلين، وموقفي الصين وفرنسا. وتلتقي روسيا وفرنسا والصين على دعم السفير البرازيلي سلسو اموريم مرشحاً لرئاسة اللجنة الجديدة، لكن واشنطن تعارضه بشدة، بحسب مصادر مطلعة. وقدم سفير ماليزيا اسماء جديدة اول من امس، بينها وزير خارجية اندونيسيا السابق علي العطاس. وقالت المصادر انه واجه معارضة اميركية، كما طرح اسم سفير اندونيسيا السابق لدى الأممالمتحدة وسنومورتي، ولقي اعتراضاً. وذكرت المصادر المطلعة على الموقف الروسي، ان الديبلوماسية الروسية شددت لدى انان على عدم قبولها اكيوس اولاً ثم باثوكاليو انطلاقاً من قراءتها الموقف العراقي الذي يعتبر الأول متورطاً بعمليات تجسس اثناء رئاسته "اونسكوم"، وان عودته الى العراق رمز لعودة "اونسكوم"، ولا تشكل انطلاقة جديدة للعلاقة بين بغدادوالأممالمتحدة. اما باثوكاليو، بحسب القراءة للمواقف العراقية، فهو مرفوض لأنه سفير لدى اسرائيل مما يعطي العراق مبرراً مثالياً لرفضه. ويعتقد ان انان يواجه ما يشبه المأزق بسبب عدم توافق الدول الخمس على مرشح، والتوجه الآن ربما يميل الى استبعاد المرشحين الأكثر اثارة للجدل، اذا اثبتت الاتصالات ان الطريق مسدود امامهم، عندها قد تطرح اسماء جديدة، او يعاد النظر في اسماء طُرحت سابقاً مثل سفير جنوب افريقيا عبدل منتي، او وكيل الأمين العام لشؤون نزع السلاح جايانثا دانابالا على رغم انه اكد عدم ترحيبه بترشيحه. وكان مقرراً ان يلتقي انان امس ممثلي الدول العشر المنتخبة في مجلس الأمن، بعدما الغى المجلس جلسة مشاورات مغلقة كان يفترض ان يحضرها الأمين العام لطرح اسم مرشحه لرئاسة "انموفيك". وذكرت مصادر مطلعة ان انان يرغب في طرح مرشح قبل حلول الموعد المحدد في القرار 1284، تجنباً لإثارة انطباع بأن الخطوة الأولى في تنفيذ القرار تواجه عقبة لم يتمكن من التغلب عليها، لكنه لن يطرح اسماً ترفضه احدى الدول الخمس.