قصفت طائرات اميركية من طراز "إف - 15" و"إف - 16" امس ما لا يقل عن خمسة اهداف في منطقة الحظر الجوي شمال العراق، اكدت قيادة القوات الاميركية في اوروبا انها اطلقت النار على هذه الطائرات التي رصدتها اجهزة رادار تابعة لبطاريات الدفاع الجوي العراقية. واعلنت وكالة الأنباء العراقية ان مدنيين عراقيين قتلا وجرح آخرون عندما قصفت "تشكيلات معادية" ضمت طائرات اميركية وبريطانية مواقع دفاعات جوية "وضربت منشآت مدنية في محافظتي ذي قار ونينوى". راجع ص 3. وتزامن هذا التصعيد مع تأكيد نائب رئيس الوزراء العراقي السيد طارق عزيز عزم بلاده على التصدي لمنطقتي الحظر الجوي شمال العراقوجنوبه "اياً تكن النتائج"، فيما اكد وزير الدفاع الاميركي وليام كوهين ان الطائرات الاميركية ستواصل الرد على النيران العراقية، وبدا ان تشكيل اللجان الدولية الثلاث المعنية بتقويم الملف العراقي بات وشيكاً. ودافع كوهين في مقابلة بثتها شبكة "بي.بي.سي" التلفزيونية في جنوب افريقيا امس عن سياسة واشنطن تجاه العراق، مؤكداً انها"ليست مضطربة" وان الغارات والعقوبات المفروضة على هذا البلد تفعل فعلها. وقال ان الرئيس صدام حسين هو الذي "يعاني الاضطراب كما تشهد على ذلك نداءاته لاطاحة الانظمة التي لا يتلقى منها الدعم المنشود". ونقلت وكالة "رويترز" عن طارق عزيز قوله في بغداد امس ان العراق سيواصل تحديه منطقتي الحظر الجوي "بصرف النظر عن التضحيات والعواقب". واضاف انه سيطلب من انقرة اثناء زيارته تركيا الاسبوع المقبل وقف التفويض للطائرات الاميركية والبريطانية باستخدام قاعدة انجيرليك. وأفاد بيان اصدرته القيادة الاوروبية للقوات الاميركية المتمركزة في شتوتغارت في المانيا ان طائرة من طراز "إف - 15 إي" استهدفتها البطاريات العراقية و"رصدها" رادار عراقي، اطلقت اربع قنابل موجهة بالليزر على موقع اتصالات لبطارية صواريخ "سام" عراقية قرب الموصل. واضاف البيان ان طائرتين من طراز "إف - 15 إي" اطلقتا بعد ذلك صاروخاً موجهاً عن بعد من طراز "أي جي إم - 130" واربع قنابل من طراز "جي بي يو - 12" على بطارية صواريخ ارض - جو عراقية اخرى كانت "تشكل خطراً" على طائرات التحالف. كذلك اطلقت طائرة من طراز "إف - 16 سي - جاي" صاروخاً على موقع رادار عراقي شمال غربي الموصل، ثم القت طائرة من طراز "إف - 15 إي" عدداً من القنابل على موقع اتصالات لصواريخ "سام" شرق الموصل. اللجان في نيويورك اجتمع رئيس مجلس الأمن سفير كندا روبرت فاولر، ورئيس فرق تقويم الوضع العراقي سفير البرازيل سلسو اموريم، مع الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان، وذلك في اول تحرك ملموس منذ تكليف المجلس اموريم تشكيل تلك الفرق قبل عشرة أيام. وأفادت مصادر مطلعة ان اموريم اوشك على تشكيل اللجان الثلاث المعنية بنزع السلاح، والحالة الانسانية، والاسرى والمفقودين الكويتيين في العراق. وأفادت المعلومات الأولية ان الفريق الأول المكلف تقويم حال نزع السلاح سيضم 15 - 17 عضواً. وذكرت المصادر، انه سيضم عضواً من كل من الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن التي ستترك لها صلاحية اختياره. وسيضم عضوين او ثلاثة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وثلاثة من لجنة مفوضي اللجنة الخاصة المكلفة نزع الاسلحة العراقية المحظورة اونسكوم يختارهم اموريم، وثلاثة خبراء من "اونسكوم" هم رؤساء الأقسام الكيماوية والبيولوجية والصواريخ، بالاضافة الى مندوب عن منظمة حظر الاسلحة الكيماوية، وثلاثة خبراء من آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية. وأشارت المصادر الى ان المندوب الآسيوي الذي يفكر في اختياره اموريم هو وكيل الأمين العام لشؤون نزع السلاح، جايانثا دانابالا، لكن الاخير "متردد" في ان يكون مجرد عضو في لجنة، بعدما كلف ترؤس الفريق الذي فتش المواقع الرئاسية في العراق. وأضافت ان العضو الافريقي قد يكون سفير مصر في جنيف، منير زهران. وفيما لا يبدو ان هناك مشكلة في تشكيل اللجنة المعنية بتقويم الحالة الانسانية في العراق، يعتقد ان الفريق الثالث يواجه مشكلة كبيرة، اذ ان اللجنة الدولية للصليب الاحمر التي تتعامل مع ملفات الأسرى والمفقودين لم توافق بعد على المشاركة في لجنة التقويم، لأنها تتجنب التورط باللجان السياسية. وأكدت المصادر العراقية ان بغداد ابلغت اموريم مجدداً موقفها السابق وفحواه انها "غير معنية بهذه الفرق واللجان" وتعتبرها "محاولة للاطالة والتأخير وتجنب تحمل مجلس الأمن مسؤولياته تجاه العقوبات ومنطقتي الحظر الجوي".