ناقش مجلس الامن ليل اول من امس الاقتراح الكندي الذي يدعو الى تشكيل لجنتين لتقويم الناحية الانسانية ونزع السلاح في الملف العراقي. ووصف مسؤول اميركي مشاورات امس بأنها "خطوة في طريق طويل"، مشيراً الى ان واشنطن توافق على مبدأ انشاء اللجنتين لكنها لا تريد ما من شأنه ان يبدو كأنه استبعاد للجنة الخاصة المكلفة ازالة الاسلحة المحظورة اونسكوم. واقترحت الارجنتين، بايحاء من الولاياتالمتحدة، تعديلاً على الاقتراح الكندي يخفف من انطباع تحجيم "اونسكوم"، قالت المصادر الاميركية انه مقبول لدى صاحب الاقتراح. وبحسب الاقتراح الكندي يعقد اجتماع تقويمي فور نزع السلاح ويرأسه وكيل الامين العام لشؤون نزع السلاح، جاياناثا دانابالا، وتشارك فيه "اونسكوم" والوكالة الدولية للطاقة الذرية. ويكون الهدف تقويم وضع نزع السلاح في ما يشبه مراجعة شاملة لما انجز وما تبقى على العراق تحقيقه لاستكمال هذا الملف. واقترحت الارجنتين ان يحجب مجلس الامن مهمات ترؤس لجنة التقويم عن دانابالا، ويفوض بها رئيس المجلس الحالي سفير البرازيل سلسو اموريم، حتى بعد انتهاء رئاسته نهاية الشهر الجاري. ويشارك دانابالا في اللجنة كطرف ثالث الى جانب "اونسكوم" ووكالة الطاقة. وتتخذ هذه الاجراءات التقنية بعداً سياسياً مهماً لاعضاء مجلس الامن لما تنطوي عليه من مواقف نحو "اونسكوم". وحسب احد المراقبين ان مجرد سحب الصلاحيات التي تنفرد بها "اونسكوم" وايلاء مهمات التقويم الى لجنة من ثلاثة اطراف يعني ان الولاياتالمتحدة اقرت بموقف جديد من "اونسكوم". ويرافق انشاء لجنة تقويم نزع السلاح، حسب الاقتراح الكندي، انشاء لجنة تقويم الناحية الانسانية في العراق تعقد اجتماعات للوكالات الانسانية ويشارك فيها رئيس برنامج العراق بنون سيفان وسكرتارية لجنة المقاطعة المعروفة بلجنة 661 ويترأسها وكيل الامين العام للشؤون الانسانية سيرجيو فييريا ديميلو. ويهدف الاقتراح الكندي الى الخروج من الوضع السائد الصعب الذي يواجهه مجلس الامن، اضافة الى استباق المبادرتين الفرنسية والروسية اللتين تنصان صراحة على استبدال "اونسكوم" بهيئة بديلة للقيام بمراقبة برامج التسلح العراقي البعيدة المدى. وضمن الاسئلة التي قالت كندا ان من شأن لجنتي التقويم المساعدة في الاجابة عليها، كيفية فرض الحظر العسكري في اعقاب رفع العقوبات، وكيف في الامكان السيطرة على الشفافية المالية بما يضمن عدم استئناف بغداد برامج التسلح المحظورة. وقال اموريم ان المشاورات ستستأنف غداً. ومن المقرر ان يناقش مجلس الامن ايضاً الاقتراحات الروسية والفرنسية.