دمشق، شيبردزتاون - أ ف ب - اعتبرت وكالة الانباء السورية الرسمية سانا أمس ان الجولة الثانية من مفاوضات السلام بين سورية واسرائيل التي انتهت الاثنين في الولاياتالمتحدة لم تسفر عن تقدم في شأن المشاكل الاساسية وانما في شأن مسائل اجرائية فقط. غير أن مسؤولاً اسرائيلياً أكد أهمية "تقدم تحقق في شأن بعض النقاط". وأوضحت الوكالة السورية ان "التقدم الذي تحقق في هذه الجولة يتمثل في الجوانب الاجرائية فقط التي شهدت تعثرا في بداية الجولة". واضافت: "ليس بالامكان الحديث عن تحقيق تقدم جوهري في القضايا التي كانت موضع البحث من جانب اللجان الاربع" التي شكلت. وأدى تدخل الرئيس الاميركي بيل كلينتون شخصياً خمس مرات خلال اسبوع الى تشكيل اربع مجموعات عمل للنظر في مسائل الحدود والامن والمياه وتطبيع العلاقات. ويبدو ان مسألة الحدود تشكل العقبة الاساسية في هذه المفاوضات. ونقلت الوكالة عن رئيس الوفد السوري وزير الخارجية السيد فاروق الشرع قوله ان "عنصر الانسحاب حتى خطوط الرابع من حزيران يونيو 1967 يشكل العنصر الحاسم بين عناصر السلام الاخرى". من جهتها، انتقدت صحيفة "تشرين" الحكومية بشدة موقف المفاوضين الاسرائيليين مؤكدة انه "ثبت انه من دون تدخل اميركي مباشر لا يمكن على الاطلاق تحريك عملية السلام الى الامام". واضافت ان "اسرائيل لم تتخل عن اسلوبها المفضل في المفاوضات وهو اللجوء الى المناورات واللف والدوران والغموض بغية تعقيد الامور وصرف العملية السلمية عن مسارها الصحيح والسعي الى ابتزاز الآخرين ... بغية تفريغ الدور الاميركي من كل مضمون". واوضحت الصحيفة ان "ما حدث في شيبردزتاون أعاد الحيوية للدور الاميركي الذي بات شريكاً كاملاً في المفاوضات ومبادرا في احيان كثيرة الى طرح خطط وأفكار لتجاوز الصعوبات التي يفتعلها الجانب الاسرائيلي"، مشيرة الى "تطور ايجابي كبير طرأ على الموقف الاميركي تجاه عملية السلام". من جهة أخرى، أكد مسؤول اسرائيلي رفيع المستوى ليل الاثنين أهمية التقدم الذي تحقق في شأن بعض النقاط في جولة المفاوضات، مشيراً الى أن هذا التقدم لم يشمل مسألة ترسيم الحدود. وقال المسؤول الذي طلب عدم كشف هويته في تصريح لوكالة "فرانس برس"، ان "تقدماً تحقق في شأن بعض النقاط ولكن ليس في شأن المسائل الأساسية". واضاف: "سجلنا تقدما في شأن مسائل تطبيع العلاقات والامن ولكن هوة كبيرة ما زالت تفصل بيننا فيما يتعلق بمسألة الحدود". وقال خبراء ان غياب هذا التقدم في موضوع الحدود مرتبط بانتقادات الرأي العام التي يستعد باراك لمواجهتها فور عودته الى اسرائيل. واعتبروا ان الخلافات بين السوريين والاسرائيليين ليست بالاهمية التي توحي بها تصريحات وزير الخارجية الاسرائيلي. وكان وزير الخارجية الاسرائيلي ديفيد ليفي صرح بأن بلاده "لن توافق" على الانسحاب الى حدود ما قبل حرب الايام الستة. واوضح ان اسرائيل لم تعط حتى الآن "موافقتها على اي خط حدودي" مع سورية. واعتبر ليفي انه لم يتم احراز تقدم بمعنى الكلمة في المفاوضات مع سورية، وقال "لا يمكننا التحدث عن احراز تقدم بل عن توضيح مواقف، اذ عرض كل جانب وجهة نظره". لكن احد اعضاء الوفد الاسرائيلي الموجودين في شيبردزتاون قال ان هناك امكانية لتسوية الخلافات. واضاف ان "الموقف الاسرائيلي في شأن الحدود مختلف عن موقف سورية ولكنه لا يتنافى معه بالضرورة". واضاف ان "اسرائيل لا تتفاوض مع سورية على اساس الحدود الدولية للعام 1923".