ابلغت مصادر ديبلوماسية مطلعة على الملف الباكستاني "الحياة" في لندن امس، ان رئيس الوزراء نواز شريف طلب من قائد الجيش الجنرال برويز مشرف الاستقالة، إثر توتر العلاقة بين المؤسستين المدنية والعسكرية وتبادلهما الاتهامات بعد الانسحاب من كشمير. واضافت المصادر ان شريف كان طلب من الجيش التدخل لقمع تظاهرات احزاب المعارضة، لاثبات ان العسكر يدعمون الحكومة ولا فائدة من رهان المعارضين على الخلاف بين المؤسستين. غير ان قائد الجيش رفض الامتثال لاوامره. واشارت الى ان الجنرال مشرف عمد اخيراً الى اجراء تغييرات في قادة الفرق مثل تبديل قائد فرقة البنجاب المتمركزة قرب لاهور والموالي لشريف، لأن الفرقة مهمة في حال القيام بأي تحرك ضد الحكومة. ويبدو ان شريف رأى في هذه الخطوات مقدمة لتحرك عسكري من اجل اطاحته، فأوفد شقيقه شهباز الى واشنطن. وتلت ذلك تصريحات لمسؤولين في الخارجية الاميركية حذروا من مغبة انقلاب عسكري في باكستان. وجاء لقاء شهباز شريف مع المسؤولين الاميركيين بعد لقاءات اجروها مع زعيمة المعارضة بينظير بوتو، ومشاورات اجراها في واشنطن رئيس مديرية تنسيق اجهزة الاستخبارات الباكستاني الجنرال ضياء الدين. ولم تستبعد مصادر سياسية في العاصمة اسلام آباد، ان يعمد رئيس الوزراء الى اجراء تغييرات في قيادة الجيش. لكنها لاحظت أنه لم يبق امام الجيش سوى اشهر لحسم معركته مع الحكومة لأن انتخابات مجلس الشيوخ ستجرى في آذار مارس المقبل. ويتوقع ان يسيطر انصار شريف على ثلثي مقاعده، مما يمكنه دستورياً من تعديل او الغاء او اضافة اي مادة جديدة على الدستور. وكانت تقارير اعلامية اشارت الى ان الجيش ليس راضياً عن تعهد الحكومة التوقيع على المعاهدة الشاملة لحظر التجارب النووية، في حين تنوي الهند تحديث ترسانتها النووية، الجوية والبحرية والبرية، علماً ان شريف يتعرض لضغوط من الولاياتالمتحدة لتوقيع هذه المعاهدة.