لندن - أ ف ب - أوردت صحيفة "صنداي ميرور" أمس الأحد ان جهاز الاستخبارات السوفياتية السابق "كي جي بي" نجح خلال الستينات والسبعينات في دس جاسوسين في قصر باكنغهام لمراقبة اليزابيث الثانية ملكة بريطانيا، بل انه فكر في تجنيد أحد أقرباء الملكة. وكانت الاستخبارات البريطانية علمت بوجود الجاسوسين منذ ست سنوات من خلال درسها آلاف الوثائق التي احضرها المنشق فاسيلي ميتروخين الذي كان يعمل في قسم الارشيف في أجهزة الاستخبارات السوفياتية سابقاً. واضافت الصحيفة ان هوية العميلين لم تعرف أبداً وانهما تمكنا من مغادرة القصر من دون أن يتعرف عليهما احد. ونقلت الصحيفة عن مصدر في اجهزة الاستخبارات البريطانية الداخلية "ام آي 5" أنه "من المؤكد ان ال"كي جي بي" جند عميلين في القصر اعتباراً من اواسط الستينات وحتى أواسط السبعينات، وكانا مفيدين جداً بالنسبة اليه". ونجح العميلان في دس جهاز تنصت أتاح لهما تسجيل محادثات الملكة عندما كانت تستقبل مسؤولين أجانب ومراقبة حاشيتها. والعميل الوحيد لل"كي جي بي" في العائلة المالكة الذي كشف أمره سنة 1979 كان انطوني بلانت الذي عمل مؤرخاً للفنون لدى الملكة وعميلاً لحساب موسكو منذ الثلاثينات. وأكدت الصحيفة من جهة أخرى ان الاستخبارات الروسية كانت تريد تجنيد أحد أقرباء الملكة، وهو الأمير مايكل، أمير كنت، لكنها لم تنجح في تحقيق غاياتها. وكان ذلك الأمير يعتبر الخيار الأمثل بالنسبة الى الاستخبارات السوفياتية لأنه عمل في وزارة الدفاع في العام 1968 ثم لحساب الاستخبارات العسكرية البريطانية بين عامي 1974 و1981 وهو يتحدث الروسية بطلاقة. واضاف مصدر الصحيفة ان "محاولاتهم للتقرب منه لم تكن مباشرة، إذ أن الأمير لم يعلم باهتمام الكي جي بي به". وساهم كتاب ميتروخين الذي يضم نحو 200 ألف وثيقة حول ال"كي جي بي"، والذي سيصدر رسمياً اليوم الاثنين في مكتبات بريطانيا، في كشف العديد من المعلومات حول العملاء السابقين لل"كي جي بي" في بريطانيا. وأشارت الصحيفة الى ان الكتاب لا يشير الى وجود عميلين في قصر باكنغهام لأن الوثائق التي تتعلق بالعائلة المالكة وبغيرها من المواضيع الحساسة ستظل طي الكتمان لسنوات عدة.