لندن - د ب ا - كشف النقاب عن جاسوس آخر في بريطانيا كان يعمل لمصلحة السوفيات وذلك بعد 24 ساعة على كشف جدة بريطانية كانت تزود جهاز الاستخبارات السوفياتي كي.جي.بي معلومات سرية على مدى أربعة عقود من الزمن. والجاسوس رجل شرطة سابق في اسكوتلانديارد اطلق عليه لقب "العميل روميو" لانه كان متخصصا في اغواء الديبلوماسيات البريطانيات. ونشرت صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية امس الاحد أن الشرطي السابق في اسكوتلانديارد جون سيموندس اعترف بدوره ك"سفير" للسوفيات بين عامي 1972 و1980. وكان سيموندس فر من بريطانيا في 1969 بعد اتهامات بالفساد وتم تجنيده من جانب الروس، حسب المزاعم نفسها التي افادت أنه نفذ العديد من المهمات السرية على مدى ثماني سنوات. وعاد سيموندس إلى بريطانيا في 1980 وأمضى عقوبة السجن لمدة عامين بعد إدانته بتهمة الفساد وذلك قبل أن يستقر خارج البلاد. ووصف سيموندس، في تقرير لهيئة الاذاعة البريطانية "بي.بي.سي"، بأنه "العميل روميو"، اذ كان يكلف بمهمات تتعلق بإغواء النساء الملحقات في السفارات البريطانية. وقال سيموندس للاذاعة: "تعلمت أن أكون عاشقا مميزا". وفي الوقت نفسه، نشرت صحيفة "اندبندنت اون صنداي" أن الوثائق التي كشفت اول من أمس عن سيموندس والجدة البريطانية ميليتا نوروود، البالغة من العمر سبعة وثمانين عاما، التي كانت واحدة من أكبر عملاء الاتحاد السوفياتي، قد تكشف عن مزيد من الاسماء خلال الاسابيع المقبلة. وكانت نوروود عملت لحساب جهاز المخابرات السوفياتي "كي.جي.بي" ابتداء من الاربعينات. وقامت بتمرير معلومات مهمة للروس عن التكنولوجيا النووية البريطانية. وعاشت نوروود الشيوعية التوجه طوال عمرها في جنوبلندن. ولم تتم مقاضاتها مطلقا عن نشاطاتها. وذكرت أنباء أن الاستخبارات البريطانية كانت تعلم بهؤلاء الجواسيس منذ عام 1992 غير أنها لم تتخذ أي إجراء بحقهم. وجاء ذكر كل من سيموندس ونوروود في "أرشيف ميتروخين" وهو عبارة عن مجموعة وثائق تم تهريبها إلى بريطانيا من جانب المنشق الروسي فاسيل ميتروخين في 1992. وتغطي المادة التي يتضمنها أرشيف ميتروخين، ملفات مهمة عن سنوات عدة من نشاطات جهاز "كي.جي.بي". وبعد احتجاج قوى من المعارضة المحافظة، أصدر وزير الداخلية جاك سترو أوامر لجهاز الاستخبارات البريطاني "إم.أي-5" لاعداد تقرير كامل حول قضية نوروود. ونفت وزارة الداخلية أن يكون قد تم اتخاذ قرار بعدم مقاضاة نوروود بسبب شيخوختها.