كشف النقاب أخيراً عن رسالة بعثت بها جاكلين كينيدي الى الزعيم السوفياتي نيكيتا خروتشوف بعد تسعة أيام من اغتيال زوجها الرئيس الاميركي جون كينيدي. كما كشفت رسالة بعث بها لي هارفي اوزوالد المتهم باغتيال كينيدي الى مجلس السوفيات الأعلى يطلب فيها منحه الجنسية السوفياتية. واشنطن - رويترز - اظهرت وثائق سوفياتية افرج عنها حديثا ان جاكلين كينيدي بعثت رسالة الى الزعيم السوفياتي نيكيتا خروتشوف بعد تسعة أيام من اغتيال زوجها الرئيس الاميركي جون كينيدي في دالاس عام 1963. وقالت جاكلين كينيدي لخروتشوف في الرسالة المؤرخة في اول كانون الاول ديسمبر 1963: "انت وهو الرئيس الاميركي الراحل كنتما خصمين. لكنكما حلفاء أيضاً في تصميمكما على عدم السماح للعالم بأن ينفجر". واضافت: "وانا اعلم ان الرئيس ليندون جونسون سيواصل السياسة التي كان يؤمن بها زوجي بشدة وهي سياسة ضبط النفس. وسيحتاج الى مساعدتك". ونص رسالة جاكلين كينيدي ليس سوى وثيقة واحدة بين نحو 40 وثيقة قدمها الرئيس الروسي بوريس يلتسن الى نظيره الاميركي بيل كلينتون خلال لقائهما على هامش قمة كولونيا المانيا التي عقدت في حزيران يونيو الماضي. وسلم كلينتون الوثائق الى الارشيف القومي الاميركي الذي سمح للصحافيين بالاطلاع عليها وبينها نسخة من رسالة كتبها لي هارفي اوزوالد المتهم باغتيال كينيدي بخط يده عام 1959 ويطلب فيها بالحاح منحه الجنسية السوفياتية. كما تضمنت الوثائق رسائل تذكر بواعث القلق الاميركي والسوفياتي ازاء العواقب السياسية الناجمة عن تكهنات بشأن علاقات اوزوالد بالاتحاد السوفياتي. وقدم نص رسالة جاكلين كينيدي ضمن ترجمة لبرقية سرية للغاية مشفرة ارسلت الى موسكو من مبعوثين سوفيات في واشنطن. ولم تقدم الرسالة الاصلية لكن النسخة المتاحة ترجمت الى الانكليزية. وشكرت جاكلين كينيدي خروتشوف على ايفاد مبعوث الى جنازة زوجها. وقالت إنها حاولت ابلاغ المبعوث بمشاعرها، "لكنه كان يوماً مرعباً بالنسبة لي حتى انني لا اعلم هل ان كلماتي استقبلت على النحو الذي اردته". ومضت تقول: "لذلك فإنني الآن وفي واحدة من الليالي الاخيرة التي سأقضيها في البيت الابيض وفي واحدة من اخر الرسائل التي سأكتبها على اوراق البيت الابيض، أود ان اكتب رسالتي اليكم". والبرقية التي احتوت على نص الرسالة وارسلها الديبلوماسيون الروس في واشنطن، حضت خروتشوف وزوجته على الرد على جاكلين كينيدي برسالة شخصية وربما دعوتها بشكل غير رسمي لقضاء عطلة صيفية على شاطئ البحر الاسود. اوزوالد أما طلب اوزوالد فجاء في رسالة الى مجلس السوفيات الاعلى يطلب فيها منحه الجنسية السوفياتية قبل عودته الى الولاياتالمتحدة وما تلاها من ملابسات في حادث اغتيال كينيدي. وكتب اوزوالد من فندق برلين في موسكو: "اني اريد الجنسية لأنني شيوعي وعامل، عشت في مجتمع رأسمالي متدهور حيث العمال عبيد". وقال: "لم تعد لدي اموال كافية كي اعيش هنا لفترة غير محددة". وكان سمح لاوزوالد بالبقاء في الاتحاد السوفياتي وتزوج من مواطنة سوفياتية لكنه لم يمنح الجنسية. وتم تقييم اوزوالد الذي حاول قتل نفسه بعد كتابة الرسالة على انه يتمتع "بعقل سليم وارادة قوية واذا رفض طلبه السماح له بالبقاء في الاتحاد السوفياتي فانه ربما يكرر محاولة الانتحار". وأظهرت وثائق اخرى قلق السوفيات بشأن تقارير اعلامية اميركية تربط بين اقامة اوزوالد في الاتحاد السوفياتي وبين اغتيال كينيدي. وجاء في وثيقة انه بعد اغتيال اوزوالد "يمكن للمرء ان يرى بوضوح أكبر سخف وخبث الافتراءات المشوهة للسمعة... التي تحاول اثبات علاقة اوزوالد بالاتحاد السوفياتي أو كوبا". وقال كريستيان اوسترمان مدير مشروع التاريخ الدولي للحرب الباردة في مركز وودرو ويلسون ان هذه المجموعة من الوثائق جزء من الاتجاه المستمر من جانب يلتسن لتقديم وثائق سرية سابقاً إلى زعماء اجانب خلال مناسبات ديبلوماسية وهي ليست سجلا كاملا بأي حال. وأضاف ان "الشيء الوحيد الذي يجب تذكره هو ان هذه الوثائق مجرد مجموعة صغيرة. ومن المرجح للغاية وجود وثائق اخرى في ملفات جهاز الامن السوفياتي كي جي بي والسجلات الاخرى".