تخطت اسعار النفط حاجز 20 دولاراً للبرميل امس للمرة الاولى منذ نحو 20 شهراً ويُرجح ان يُواصل سعر الخام ارتفاعه في الاسابيع المقبلة بسبب انخفاض الامدادات من "اوبك" وانتعاش الطلب في الربع الاخير من السنة الجارية. ووصل سعر خام بحر الشمال "برنت" الى 20.03 دولار في العقود التي جرت في بورصة لندن امس قبل ان يتراجع الى 19.98 دولار للبرميل في تطور وصفه محللون بانه دليل على التزام "اوبك" اتفاق خفض الانتاج. وقال مانوشهر طقين من "مركز دراسات الطاقة الدولي" في لندن ان ارتفاع الأسعار الى اكثر من 20 دولاراً "هو اختراق فعلي للحاجز النفسي للأسعار". واضاف في اتصال مع "الحياة" ان هناك عوامل عدة لهذا التحسن اهمها "قلة الامدادات من اوبك نتيجة التزامها اتفاق الخفض اضافة الى المضاربات في السوق وقرار روسيا خفض صادرات زيت الوقود". وتوقع طقين وخبراء آخرون ان تواصل اسعار النفط ارتفاعها في الاسابيع المقبلة لتصل الى اكثر من 21 دولاراً للبرميل نظراً لانتعاش الاستهلاك الدولي في الربع الاخير من السنة وانخفاض المخزون واستمرار منظمة الدول المصدرة للنفط ودول نفطية اخرى في احترام اتفاق خفض الانتاج. وقال جون تولستر من دار الوساطة "سوسيتيه جنرال ستراوس تورنيل" ل"الحياة" إن "الاسعار ستحافظ على قوتها في الايام المقبلة ويُرجح ارتفاعها اكثر بعد ذلك لان السوق باتت تدرك أن اوبك جادة في موضوع الدفاع عن الاسعار". وأظهرت تقارير غربية مستقلة ان انتاج "اوبك" بلغ نحو 26.1 مليون برميل يومياً في الربع الثاني من السنة مقابل 27.7 مليون برميل يومياً في الربع الاول قبل ان تبرم المنظمة اتفاق الخفض مع دول منتجة اخرى. ويُتوقع ان ينخفض الانتاج اكثر في الربع الثالث ليصل الى نحو 26 مليون برميل يومياً أي اقل من معدل الطلب المتوقع بنحو 1.5 مليون برميل يومياً. وافادت التقارير بان الفجوة بين الانتاج الفعلي والطلب على نفط "اوبك" ستتسع لتصل الى نحو 2.9 مليون برميل يومياً في الربع الاخير. وقال طقين: "اتوقع ان ترتفع الاسعار بنحو دولار او دولارين على معدلها الحالي في الربع الاخير نظراً الى انتعاش الطلب واستمرار انخفاض الامدادات في السوق". واضاف: "هناك جدية واضحة من اوبك للدفاع عن الاسعار واعتقد ان التصريحات التي صدرت في هذا الشأن من الدول المنتجة الكبرى بانها تريد اسعاراً مرتفعة كان لها تأثير مباشر على مستوى الاسعار". وتبلغ الاسعار الحالية نحو ضعفي مستواها مطلع 1999 عندما هوت الى اقل من 10 دولارات للبرميل نتيجة تراكم الفائض في السوق. ودفع ارتفاع الفائض "اوبك" ودول منتجة اخرى الى ابرام سلسلة من الا تفاقات لخفض الانتاج كان آخرها اتفاق اذار الماضي حين قررت المنظمة خفض نحو 1.7 مليون برميل يوميا من انتاجها الفعلي. وتحملت المملكة العربية السعودية، القوة النفطية الرئيسية في العالم، العبء الاكبر اذ بلغت الكمية التي خفضتها نحو 1.3 مليون برميل يومياً عن العام الماضي اي اكثر من ربع اجمالي الخفوضات المتفق عليها. وقال طقين ان تحسن الاسعار سيرفع ايرادات صادرات "اوبك" من النفط وسوائل الغاز الى اكثر من 100 بليون دولار السنة الجارية مقابل نحو 95 بليون دولار العام الماضي على رغم انخفاض حجم الصادرات. وقدرت مصادر نفطية اخرى الايرادات بنحو 130 بليون دولار، باستثناء دخل العراق، على اساس ان متوسط الاسعار سيرتفع باكثر من 30 في المئة ليبلغ نحو 15.5 دولار للبرميل مقابل 11.7 دولار عام 1998 في حين يُتوقع ان ينخفض متوسط الانتاج السنة الجارية بنحو ستة في المئة فقط. وعلى رغم هذا التحسن، ستقل الايرادات عن دخل "اوبك" المحقق عامي 1996 و1997 وهو 150 بليون و145 بليون دولار على التوالي بعد ان تجاوز متوسط اسعار النفط 18 دولاراً للبرميل.