يُتوقع ان تجني منظمة الدول المصدرة للنفط "اوبك" نحو 24 بليون دولار من قرارها خفض الانتاج ليرتفع اجمالي عائداتها من صادرات النفط الى 120 بليون دولار آخر السنة الجارية في الوقت الذي يجري فيه وزراء المنظمة اتصالات مستمرة لضمان ثبات الاسعار. وتوقع محللون نفطيون في لندن ان يبلغ سعر خام بحر الشمال "برنت" ذروته في الربع الاخير من السنة الجارية اي نحو 25 دولاراً للبرميل ليصل متوسطه الى اكثر من 21 دولاراً وهو من أعلى المستويات في العقد الاخير. وقال جون تولستر من دار الوساطة "سوستيه جنرال ستراوس تيرنبول" ل"الحياة" إن معدل استهلاك النفط "سيرتفع بنحو مليوني برميل يومياً في الربع الاخير على مستواه في الربع الثالث ما سيزيد الفجوة بين الطلب والعرض نظراً لالتزام اوبك قرار خفض الانتاج بنحو 1.7 مليون برميل يومياً". واضاف: "ان هذا الارتفاع سيدفع الاسعار الى مستويات عالية في الربع الاخير وقد تصل الى 24 او 25 دولاراً للبرميل". وذكر "هذا يعني ان متوسط السعر في الربع الاخير سيتجاوز 21 دولاراً للبرميل وهو من اعلى المستويات في العقد الاخير". واستبعد تولستر ان تقرر منظمة الدول المصدرة للنفط رفع سقف الانتاج عندما يجتمع وزراء نفطها في فيينا في 22 ايلول سبتمبر المقبل لكنه توقع ان توافق على ما اسماه بتخفيف القيود على الخفوضات الاخيرة. وقال: "حسب معلوماتنا، تجري مشاورات واتصالات دورية بين وزراء اوبك عبر الهاتف ووسائل اخرى لضمان عدم حدوث ارتفاع كبير في الاسعار... واعتقد انه لن يكون هناك اي قرار رسمي في الاجتماع المقبل لرفع الانتاج لكن قد يحدث تفاهم لخفض التزام اتفاق الخفض في الربع الاخير". وادى احترام "اوبك" شبه الكامل لقرار خفض الانتاج الى تراجع حاد في فائض المخزون في السوق وثبات الاسعار عند مستويات مرتفعة ما دفع بالمحللين الى رفع تقديراتهم مرات عدة لمتوسط سعر خام "برنت" لسنة 1999. وجاء في تقديرات جديدة ل "مركز دراسات الطاقة الدولي" ان متوسط الاسعار سيبلغ نحو 17.3 دولار للبرميل السنة الجارية وسيرتفع الى 20.7 دولار في السنة 2000 وهو اعلى معدل له منذ حرب الخليج الثانية 1990-1991 عندما قفزت الاسعار الى اكثر من 30 دولاراً للبرميل بسبب توقف صادرات العراق والكويت. وقدر المركز، في دراسته الاخيرة، ان يبلغ معدل الطلب على نفط "اوبك" نحو 29.1 مليون برميل يومياً في الربع الاخير وتوقع ان يصل انتاج المنظمة الى 26.3 مليون برميل يومياً ما سيؤدي الى تسارع السحب من المخزون الدولي. ويعني ذلك انخفاض المخزون الدولي من 85 يوماً في الربع الثالث الى 81 يوماً وارتفاع الاسعار الى نحو 22.5 دولار للبرميل. وقال نائب مدير المركز ليو درولاس ل "الحياة" ان ارتفاع الأسعار سيحقق للمنظمة دخلاً اضافياً يُقدر بنحو 24 بليون دولار على رغم تراجع الكمية المنتجة. واشار الى ان اجمالي ايرادات المنظمة من صادرات النفط الخام باستثناء عائدات العراق سيرتفع الى نحو 120 بليون دولار السنة الجارية من 96 بليون دولار العام الماضي عندما تدنت الاسعار الى نحو 12 دولاراً للبرميل.