تمكنت منظمة الدول المصدرة للنفط اوبك اخيراً من تعويض جزء من خسائرها التي تكبدتها من جراء انخفاض اسعار النفط العام الماضي والتي بلغت نحو 50 بليون دولار، ويتوقع ان تشهد عائداتها مزيداً من التحسن سنة 2000. وتوقع محللون ان تزيد ايرادات "اوبك" من مبيعات النفط الخام وسوائل الغاز الطبيعي على 120 بليون دولار السنة الجارية و130 بليون دولار سنة 2000 مقابل نحو 95 بليون دولار العام الماضي. وجاء في تقديرات ل "مركز دراسات الطاقة العالمية" ودوائر مختصة اخرى في لندن ان متوسط سعر خام بحر الشمال "برنت" سيتجاوز 15 دولاراً للبرميل السنة الجارية و18 دولاراً السنة المقبلة، ارتفاعاً من 11.8 دولار عام 1998. وادى تدهور الاسعار عام 1998 نتيجة الازمة الاقتصادية في آسيا وعوامل اخرى الى انخفاض حاد في دخل "اوبك"، اذ وصل الى نحو 95 بليون دولار مقابل 145 بليون دولار عام 1997 واكثر من 150 بليون دولار عام 1996. وقال "مركز دراسات الطاقة العالمية" في نشرته الدورية ان "اسعار النفط استعادت قوتها اخيراً بسبب التزام اوبك قرار خفض الانتاج ما ادى الى تراجع كبير في المخزون". وحض المنظمة على "رفع انتاجها السنة المقبلة بما يراوح بين 1.5 مليون ومليوني برميل يومياً لمواجهة الزيادة في الطلب وضمان عدم حدوث ارتفاع حاد وسريع في الاسعار، ما يحدث صدمة في السوق ويقلل الطلب على نفطها". وقال محللون ان سنة 2000 ستكون افضل من سنة 1999 بالنسبة ل "اوبك" نتيجة الانتعاش المتوقع في الطلب العالمي في الوقت الذي واصلت فيه المنظمة لجم انتاجها بموجب اتفاق آذار مارس الماضي. وارجع جون تولستر من دار الوساطة "سوستيه جنرال ستراوس تورنبل" هذا النمو الى عودة الانتعاش الى اقتصادات اليابان وكوريا الجنوبية ودول آسيوية اخرى، وتسارع النمو الاقتصادي في الولاياتالمتحدة وهي اكبر مستهلك للنفط في العالم اضافة الى نمو الطلب في الدول الصناعية الاخرى. ويأتي هذا الانتعاش في الطلب بعد ركود حاد بسبب ارتفاع المخزون ودفء فصل الشتاء والازمة الاقتصادية الآسيوية، اذ لم يتجاوز معدل النمو في الاستهلاك الدولي 0.6 في المئة عام 1998 مقابل نحو 2.4 في المئة عامي 1997 و1996. وكانت "اوبك" قررت اجراء مزيد من الخفوضات في انتاجها الفعلي في آذار الماضي، نحو 1.7 مليون برميل يومياً، بعد تراجع اسعار النفط الى اقل من 10 دولارات للبرميل وهو ادنى مستوى لها بالقيمة الحقيقية منذ نحو 20 عاماً. وحسب تقديرات مستقلة، ادى هذا الانخفاض الى تدهور ايرادات "اوبك" الى مستويات خطيرة خلال الربع الاول من السنة الجارية اي الى اقل من 20 بليون دولار مقابل نحو 40 بليون دولار في الفترة نفسها من عام 1997. وتحسنت الاسعار بشكل كبير في الآونة الاخيرة اذ تجاوزت 19 دولاراً للبرميل بعد تراجع حاد في المخزون الدولي نتيجة التزام "اوبك" اتفاق خفض الانتاج ومشاركة المكسيك والصين والنروج ودول نفطية اخرى في هذا الاتفاق.