حافظت أسعار النفط على قوتها في الآونة الاخيرة ويُتوقع ان تواصل ارتفاعها ليتجاوز متوسط السعر 18 دولاراً للبرميل في السنة 2000 بعد صمود اتفاق منظمة "اوبك" لخفض الانتاج نتيجة التعاون السعودي - الايراني وعوامل اخرى. ومن المرجح ان تقرر منظمة الدول المصدرة للنفط رفع انتاجها ابتداء من نيسان ابريل المقبل لمواجهة نمو الطلب المتوقع على نفطها وضمان عدم ارتفاع الاسعار بشكل حاد ما يُضر بمعدلات النمو على الطلب ويغري الشركات الدولية على زيادة استثماراتها في حقول انتاجية. وقال محللون نفطيون ان ارتفاع الاسعار في الآونة الاخيرة يعود الى انخفاض كبير في المخزون الدولي نتيجة التزام "اوبك" خصوصاً دول الخليج العربية اتفاق آذار مارس الماضي لخفض نحو 1.7 مليون برميل يومياً. وذكر مانوشهر طقين من "مركز دراسات الطاقة الدولي" في لندن ان "اوبك" نجحت في انقاذ الاسعار نتيجة احترام الاتفاق الاخير بعدما عانت كثيراً من انخفاض الاسعار العام الماضي بسبب تراكم الفائض في السوق. وقال ل"الحياة" ان هناك "عوامل عدة اسهمت في انجاح الاتفاق هذه المرة وهي اشتراك دول منتجة من خارج اوبك في اتفاقات الخفض على عكس المرات السابقة عندما تحملت اوبك العبء وحدها ما دفع بعض الاعضاء الى انتهاك حصصه". واضاف: "هناك عامل آخر في غاية الاهمية وهو التقارب بين المملكة العربية السعودية وايران وتعاونهما اضافة الى التفاهم بين السعودية وفنزويلا وهو عامل لا يقل اهمية عن العوامل الاخرى". وحذر طقين من ان اسعار النفط سترتفع الى مستويات خطيرة اذا لم ترفع "اوبك" انتاجها السنة المقبلة عندما سيصل الطلب على نفطها الى 28.9 مليون برميل يومياً وهو من اعلى المستويات في تاريخ المنظمة. واشار الى ان "ارتفاع الاسعار بشكل حاد وسريع سيؤثر سلباً على نمو الطلب ويغري الشركات الدولية على رفع الانتاج في مناطق عدة اضافة الى احتمال انهيار الالتزام الذي أبدته اوبك في الآونة الاخيرة". وأفادت نشرة "مركز دراسات الطاقة الدولي" انه ينبغي على "اوبك" ان ترفع انتاجها السنة المقبلة بما يراوح بين 1.5 مليون ومليوني برميل يومياً "لتلافي حدوث بلبلة في السوق نتيجة الارتفاع السريع للاسعار". وبلغ انتاج "اوبك" نحو 25.7 مليون برميل يومياً في حزيران يونيو الماضي، بما فيه انتاج العراق، أي بانخفاض اكثر من 1.5 مليون برميل يومياً قبل التوصل الى الاتفاق التاريخي في آذار الماضي. وأدى هذا الانخفاض الى ارتفاع كبير في اسعار خام القياس "برنت" التي تجاوزت 19 دولاراً للبرميل في التعاقدات التي أجريت في بورصة لندن امس مقابل اقل من عشرة دولارات مطلع السنة الجارية. وتوقع "المركز" ان يبلغ متوسط السعر نحو 16.5 دولار للبرميل السنة الجارية في حين افترض خبراء آخرون سعراً وسطياً عند 16 دولاراً. وعن السنة المقبلة، افترض "المركز" سعراً عند 18.9 دولار للبرميل في حين توقع جون تولستر من دار الوساطة "سوستيه جنرال ستراوس تورنيل" في لندن ان يبلغ معدل سعر خام "برنت" نحو 18.2 دولار. وقال تولستر في اتصال مع "الحياة": اعتقد ان "اوبك" ستواصل لجم الانتاج السنة الجارية ما سيرفع الاسعار اكثر ويعوضها عن خسائر العام الماضي "عندما وصلت الاسعار الى ادنى مستوياتها نظراً الى ارتفاع الفائض في السوق". واضاف: "بالنسبة للسنة المقبلة، هناك توقعات بأن تخفف المنظمة التزامها الخفوضات لمنع ارتفاع حاد في الاسعار... واعتقد انها ستبدأ بعد ذلك رفع الانتاج على مراحل للابقاء على السعر الذي تهدف اليه بشكل يضمن لها عائدات مقبولة ويجنبها ارسال اشارات خاطئة الى السوق مرة أخرى".