واصلت المملكة العربية السعودية خفض انتاجها النفطي بموجب اتفاق "اوبك" ودول أخرى. ويتوقع ان تصل الى حصتها الرسمية الشهر الجاري، ما أدى الى تقليص الفائض في السوق وتحسن ايرادات منظمة الدول المصدرة للبترول. وتوقعت مصادر نفطية في لندن ان ترتفع عائدات الصادرات النفطية ل"اوبك" نحو سبعة بلايين دولار السنة الجارية، لتصل الى 104 بلايين دولار مقابل نحو 96 بليون دولار العام الماضي. وقدر "مركز دراسات الطاقة الدولي" متوسط سعر سلة نفوط "اوبك" بنحو 14.7 دولار عام 1999 مقابل 12.5 دولار العام الماضي. وقال ليو درولاس من المركز ل"الحياة" ان هناك "ارتفاعاً متوقعاً في أسعار النفط يصل الى 18 في المئة السنة الجارية، في حين سينخفض الانتاج بنسبة خمسة في المئة، بدرجة التزام من اوبك تصل الى 62 في المئة". وأضاف ان "العائدات المتوقعة لا تشمل ايرادات صادرات العراق الذي يخضع لاتفاق مع الاممالمتحدة"، مشيراً الى انه "بالنسبة للانتاج، يتوقع ان تبلغ امدادات اوبك للسوق نحو 26.4 مليون برميل يومياً بما في ذلك نحو 2.5 مليون برميل يومياً للعراق". وقدّر المركز ايرادات السعودية، وهي أكبر قوة نفطية في العالم بنحو 35.3 بليون دولار السنة الجارية، فيما ستبلغ نحو 12.5 بليون دولار في ايران و10.4 بليون دولار في الامارات العربية المتحدة و8.9 بليون دولار في الكويت ونحو 3.5 بليون دولار في قطر. وفي الدول الاعضاء خارج الخليج، قدّر المركز العائدات بنحو ستة بلايين دولار في ليبيا و3.4 بليون دولار في الجزائر و12 بليون دولار في فنزويلا و9.5 بليون دولار في نيجيريا و2.3 بليون دولار في اندونيسيا. وارتفعت اسعار النفط بحدة بعدما توصلت "اوبك" ودول اخرى في آذار مارس الماضي الى اتفاق لخفض الانتاج بنحو 2.1 مليون برميل يومياً تحملت المنظمة بموجبه 1.7 مليون برميل يومياً. وأظهرت تقديرات غربية مستقلة ان "اوبك" خفضت حتى الآن اكثر من 1.3 مليون برميل يومياً وانه سيتم مزيد من الخفض في الاسابيع المقبلة. وأشارت الى ان السعودية التي تنتج نحو ثلث امدادات "اوبك" واصلت خفض انتاجها وقلصت نحو نصف مليون برميل يومياً حتى نهاية الشهر الماضي. وأفاد تقرير لدار الوساطة "درسدنر كلينوورت بنسون" في لندن ان انتاج السعودية، التي قادت جهود اعادة الاستقرار الى سوق النفط، وصل الى 8.07 مليون برميل يومياً في الربع الاول من السنة الجارية وانخفض الى نحو 7.55 مليون برميل يومياً في نيسان ابريل الماضي. وقال مهدي فارزي من دار الوساطة "ان السعودية أظهرت جدية كبيرة في خفض انتاجها بموجب هذا الاتفاق، ويتوقع ان تستمر في الخفض ليصل مستوى الانتاج في أيار مايو وحزيران يونيو الى ما يقارب حصتها الرسمية البالغة 7.438 مليون برميل يومياً، ما سيعطي دفعة جديدة لاسعار النفط". وبلغ سعر خام بحر الشمال "برنت" 15.45 دولار في التداولات التي جرت في بورصة لندن امس مقابل نحو 17 دولاراً للبرميل قبل اسبوعين. اما سعر سلة "اوبك"، فقد ارتفع الى 14.82 دولار اول من امس الثلثاء من 14.78 دولار الجمعة الماضي. واعتبر خبير في دار الوساطة البريطانية "سالومون سميث بارني" مستوى الاسعار الحالي بأنه "مناسب"، وتوقع ان يراوح بين 15 و18 دولاراً. وقال انه "من الواضح ان اوبك لا تريد اسعاراً مرتفعة للغاية لأن ذلك سيقلل الطلب على نفطها ويشجع الشركات الدولية على توسيع استثماراتها في مناطق انتاجها كما حدث في الاعوام الماضية، ما يعني كميات اضافية في السوق".