هل يتخلى المخرج الدانمركي لارس فون تراير، عن مبادئ جماعة "دوغما 95" التي اسسها قبل اعوام وحقق تبعاً لانظمتها الصارمة فيلمه "الحمقى"؟ يوم صدرت المبادئ اعتبرها كثيرون نوعاً من "الستالينية السينمائية" غير ان الافلام القليلة التي تحققت ضمن اطارها عن طريق فون تراير او عن طريق رفاق آخرين له، اتت مفاجئة وقوية. وحققت نجاحات كبيرة. من هنا كان التوقع ان تستمر الموجة. ولكن آخر اخبار لارس فون تراير جاءت لتفاجئ بدورها. اذ ان صاحب "تحطيم الامواج" و"اوروبا" ينتهي هذه الايام بالذات من تحقيق فيلمه الجديد "راقص في الظلام". حتى الآن لا يعرف احد عن الفيلم اشياء كثيرة. لكن تكوينه نفسه، واختيار كاترين دوناف والمغنية الايسلندية بيورك لبطولته، وكونه فيلماً من نوع الكوميديا الموسيقية، اموراً يعتبرها المطلعون على مبادئ "دوغما 95" متناقضة كلياً مع تلك المبادئ. والفيلم يتمحور على اية حال حول ام عزباء تدعى سلمى بيورك، ذات اصول تشيكية تهاجر الى الولاياتالمتحدة الاميركية، حيث ترتبط بصداقة مع كاترين دونوف. ومن خلال الصديقتين وعلاقة تربطهما بجان - مارك بار، تتمحور حكاية مليئة بالمفارقات، لكنها مليئة كذلك بالرقص وبالموسيقى الواحدة من رقصات الفيلم الاساسية، استخدم لارس فون تراير 100 كاميرا رقمية، صورت الرقصة في وقت واحد، ومن وجهات نظر عديدة. صمم الرقصات فنسنت باترسون، الذي سبق ان عمل مع المغنية مادونا… ازاء هذا الترف كله، يتساءل الكثيرون اذن، عما بقي لدى لارس فون تراير من مبادئ نظريته المتقشفة التي كانت تمنع… حتى استخدام الموسيقى التأثيرية في غير مكانها!