انهى استاذ اللغة التركية والدراسات العثمانية في جامعة عين شمس الدكتور محمد حرب وضع الشكل التعليمي النهائي لكلية الدراسات الشرقية في جامعة روتردام في هولندا والتي سيتولى عمادتها، وتبدأ الدراسة فيها في العام الدراسي المقبل 2000 - 2001. وستكون كلية الدراسات الشرقية في جامعة روتردام، هي البديل الاكثر صحة - حسب تعبير الدكتور حرب - في مواجهة دراسات جامعة "ليدن" الاستشراقية" والتي لم تنصف، في رأيه، الاسلام وتاريخ المسلمين. وكانت جامعة روتردام اختارت حرب للعمل بها مستشاراً لشؤون الشرق الاوسط والعالم التركي، واقترح ان تبدأ الجامعة في تقديم خدمات للدراسات الإسلامية هدفها.. "تخريج اساتذة ذوي ثقافة عربية اسلامية، وهؤلاء سيكونون اكثر انصافاً للإسلام والمسلمين". وبحسب تخطيط حرب، فإن النواة التي ستقوم عليها الدراسات في هذه الكلية، ستتشكل أساساً من الجيل الثالث من المهاجرين المسلمين الذين يحملون جنسيات الدول الاوروبية التي يقيمون فيها، ويدينون بالإسلام سواء في هولندا او غيرها، واولئك "مواطنون اوروبيون لديهم حقوق المواطنة، ولديهم ادوات البحث العلمي ومناهج البحث الاوروبية، وثقافتهم تمتزج فيها الخلفية الدينية الاسلامية بالمكتبات العلمية العصرية، وولاؤهم لعقيدتهم أمر مؤكد". ولتنفيذ هذه الفكرة التي تبشر بعصر جديد من الاستشراق وجيل جديد من المستشرقين، بدأ الدكتور حرب في عقد اتفاقات تعاون مع جامعات اسلامية عريقة مثل جامعة الازهر في مصر وعدد من جامعات تركيا وجامعة طشقند للعلوم الشرقية والاسلامية في مجالات البحوث والدراسات. كما وجه الدعوة الى عدد من الاساتذة في هذه الجامعات للمحاضرة في جامعة روتردام مع بدء العام الدراسي الجديد. ويقول حرب: "ستبدأ الكلية بالدراسات العثمانية، والسبب في هذا ان الدولة العثمانية، ظلت في حروب مع الغرب لسنوات طويلة ستة قرون او ما يزيد ونالها بسبب هذا الصراع، النصيب الاكبر من الانتقادات الاستشراقية الاوروبية، كما ان هذه الدولة وقفت حائلاً أمام الاستعمار الغربي المبكر لشمال افريقيا، وعملت على نشر الاسلام في اوروبا ما جعلها هدفاً دائما للاستشراق الاوروبي. ونأمل ان تعيد الكوادر التي ستتخرج في هذه الكلية الاعتبار لا الى الدولة العثمانية فقط، ولكن الى الاسلام كعقيدة، والى المسلمين وحضارتهم وتاريخهم".