استمر الجدل في باريس امس الجمعة بين شركة "الف اكيتان" الفرنسية للنفط وشركة "توتال فينا" الفرنسية - البلجيكية المنافسة في شأن مشروع الدمج بينهما. وأعلنت "إلف" ان مجلس ادارتها جدد موقفه الرافض لعرض شرائها من قبل "توتال فينا". وعقد مجلس ادارة "إلف" اجتماعاً له امس برئاسة فيليب جافري اصدر بعده بياناً انتقد فيه عرض "توتال"، مشيراً الى ان "إلف" لم تطلبه وان رئيس "توتال فينا" تييري ديماري لم يناقشه قبل طرحه مع جافري، كما انه لم تجر أي مفاوضات مسبقة بين الشركتين قبل اعلانه. وذكر بيان "إلف اكيتان" ان دراسات الشركة وآراء مستشاريها المصرفيين تظهر ان عرض "توتال" لا يتلاءم مع ارباح "الف" او مع توقعات الأرباح في الأمدين القصير والمتوسط. كما انه لا يتناسب مع التقديرات لاحتياط الشركة من النفط والغاز. وأشار الى ان الخطة الصناعية التي طرحتها "توتال" لا تسمح ايضاً ب"الاستفادة الأفضل" من احتياط الشركة. وقال البيان انه نتيجة لذلك، فان مجموعة "إلف اكيتان" توصي مساهميها بعدم مقايضة اسهمهم، مشيراً الى ان كل اعضاء مجلس الادارة الذين حضروا الاجتماع او تمثلوا فيه اكدوا قرارهم عدم مبادلة اسهمهم بأسهم "توتال فينا". ويذكر ان رئيس مجلس ادارة "باريبا" اندريه ليفيلانغ تغيب عن اجتماع مجلس ادارة "إلف" امس ولم يُمثَل فيه. وأشار المراقبون الى انه في وضع "حرج" كون "باريبا" احد المصارف الاستشارية ل"توتال فينا" في اطار عرضها لشراء "الف". كما انه في الوقت نفسه عضو في مجلس ادارة "إلف". اضافة الى ذلك، اكد مجلس ادارة "إلف" مجدداً عرض الشراء المضاد الذي قدمته الشركة في اجتماعها في 18 تموز يوليو الجاري والذي يستند الى "خطة صناعية طموحة" تنص على فصل فرع النفط والغاز لديها عن فرع الكيماويات في مجموعتين صناعيتين برئاسة جافري وفريقه الاداري. ومن شأن هذه الخطة في حال نجاحها ان تؤدي الى اقامة رابع اكبر شركة للنفط والغاز في العالم وخامس اكبر شركة للكيماويات. وذكّر البيان بما تضمنه عرض "إلف" المضاد لتملك "توتال فينا" في صفقة تتضمن اسهماً ونقداً وتبلغ قيمتها 50 بليون يورو نحو 50.95 بليون دولار اميركي. وانتقدت مصادر نفطية عالمية هذا الجدل القائم بين شركتين عملاقتين، ووصفته بأنه اصبح "معيباً" للصناعة الفرنسية، خصوصاً وان رئيس "إلف" ومنذ دمج "توتال" و"فينا"، لم يترك فرصة الا واستغلها لانتقاد الشركة المنافسة في مؤتمراته الصحافية. اما رئيس "توتال"، تييري ديماري فأبدى حرصه في البيان الذي نشرته شركته منذ يومين، على مراعاة وضع فريق العمل في "إلف اكيتان"، اذ ان مجموعته "شبه مقتنعة" الآن بأن عرضها هو الذي سيحظى بموافقة المساهمين، بعدما حصل على موافقة الحكومة الفرنسية ودعمها. ومعلوم ان كلاً من المجموعتين تحول الى شركة خاصة. لكن الدولة تملك في "إلف" حصة صغيرة مع حق النقض. ويذكر ان رئيس "إلف" فيليب جافري كان عين في منصبه من قبل رئيس الحكومة السابق ادوار بالادور الذي كان خصم شيراك في الانتخابات الرئاسية عام 1995. وهو يأتي من القطاع المصرفي والمالي ويملك كفاءة كبرى في هذا المجال. اما ديماري فانه من القدماء في المجموعة النفطية ووصل الى منصبه بفضل كفاءته وقدرته في الشركة التي عمل فيها طويلاً، وكان مساعداً لرئيسها السابق سيرج تشوروك.