يصل إلى جدة اليوم وفد رفيع من شركة النفط الفرنسية "توتال" يضم رئيس الانتاج والتنقيب في الشركة كريستوف دومارجوري ومعاونه للسعودية والكويت والعراق آلان لوشو فالبيه. وسيلتقي الوفد الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية رئيس اللجنة المسؤولة عن المشاريع النفطية المطروحة، ووزير النفط والثروة المعدنية علي النعيمي الذي يقابل الوفد غداً الأحد، لعرض اقتراحات "توتال" في شأن مشاريع تطوير الغاز والبتروكيماويات. ومن المتوقع أن يطلع دومارجوري المسؤولين السعوديين على تطورات موضوع دمج "توتال" و"الف" الفرنسيتين. وقال دومارجوري ل"الحياة" إن أمام اندماج "توتال" مع شركة "الف اكيتان" فرصاً جيدة لأن يتحقق في إطار فكرة توحيد طاقات الشركتين وفريقي عملهما مستقبلاً في إطار استراتيجية متقاربة حالياً لكل منهما. وأشار إلى أن هدف الاندماج ليس تحطيم "الف". وذكر أن شركته تأمل بالحصول على إذن من لجنة العمليات في بورصة باريس الشهر الجاري ليتم اطلاق العرض المبدئي لاندماج الشركتين عملياً في آب اغسطس المقبل، وسيطلع المساهمون على العرض وستكون أمامهم مهلة 35 يوماً للرد عليه، مما يعني ان مصير الاندماج سيُبت نهائياً في أيلول سبتمبر المقبل. واستغرب دومارجوري ما أعلنه رئيس "الف" فيليب جافري عن عدم وجود طاقات لاستيعاب الاندماج، ورأى ان هذه "الطاقات" موجودة وتفهمت السوق وجاءت ردة فعلها جيدة. وذكر أنه على الصعيد الصناعي ستكون عملية الاندماج الأكثر منطقية مقارنة مع العمليات المماثلة التي حصلت أخيراً. وقال: "إن القرار في شأن العملية سيتخذ من قبل مساهمي الشركتين، إذ أن المساهمين الأميركيين في "الف" يمثلون نسبة 20 و25 في المئة، وكانت ردودهم ايجابية لعرض الاندماج. وشدد دومارجوري على أن المساهمين الفرنسيين هم في أكثر الأحيان مساهمين في الشركتين، ولدى الشركتين حوالى 75 أو 80 في المئة من المساهمين المشتركين، كما أن لغالبية حاملي الأسهم في فرنسا أسهماً مشتركة في "الف" و"توتال". وكذلك الأمر في الولاياتالمتحدة. ورأى ان هذا الواقع يُسهل عملية الدمج، وأنه حتى إذا رفض رئيس "الف" مبدأ الاندماج، فيمكنه القول لمساهمي شركته إنه لا ينصحهم بالقبول، لكن لا يمكنه منعهم من الموافقة عليه. وقال إن بإمكان رئيس "ألف" أيضاً ايجاد حلول لمنع العملية المقترحة، لكنه حتى الآن لم يكشف عنها، ولا ترى "توتال" كيف يمكنه ايجادها، "خصوصاً أنها ستنعكس سلباً على الف واعتقد ان رئيس الف لن يقدم على ما يسيء إلى الشركة لمجرد منع الاندماج". وأوضح دومارجوري أنه عندما أعلن رئيس "توتال" تيري ديماري عن عرض الاندماج، لم يكن يرغب في أن يُعتبر عرضه غير ودي، حتى ولو لم يكن بطلب من مساهمي "الف". وأراد أن نشترك معاً لنصنع معاً نجاح الشركة الجديدة. وعما يمكن ان يمنع حصول الاندماج، قال دومارجوري إنه لا يرى في الواقع أي شيء يمكن أن يحول دون تحقيقه، خصوصاً أن الحكومة الفرنسية أعلنت أنها لن تلجأ إلى استخدام الأسهم الذهبية التي تملكها في الشركة، ونسبتها عشرة في المئة، وتخولها حق نقض القرار. وعن الشرق الأوسط، وعلى صعيد الانتاج، رأى دومارجوري أن الاندماج سيكون جيداً للشركتين، إذ أن مستوى الانتاج سيتضاعف، علماً بأن مستوى انتاج "الف" بلغ في نهاية 1998 مليون برميل يومياً، وبلغ مستوى انتاج "توتال - فينا" 1.1 مليون برميل يومياً. وقال: "إن مستوى انتاج الشركة الجديدة سيصبح 1.2 مليون برميل يومياً مع احتمال تنميتها، خصوصاً أن قدرة التطوير لدى الشركة تتجاوز ما هو موجود لدى كل من "الف" و"توتال". وشدد على أن الشرق الأوسط يحتل المرتبة الأولى في انتاج "توتال" وأنه سيمثل نسبة 20 أو 25 في المئة من انتاج الشركة الجديدة، لكن ستكون لدى الشركة قدرة على النمو بشكل كبير في الشرق الأوسط وعلى تطوير أعمالها في المنطقة والاشتراك على قدم المساواة في عمليات مع شركات عملاقة من دون أن تكون مهيمنة. الزيارة إلى السعودية في جدة عمر جستينة وعبدالعزيز نجم الدين، قالت مصادر نفطية إن الشركة الفرنسية "توتال" بصدد طرح رؤيتها الاستثمارية على المسؤولين السعوديين و"تتناول مجالات الغاز وبعض مراحل عمليات التنقيب بعدما أكملت درس الجوانب التي يُعتقد أن الحكومة السعودية ستطرحا للاستثمار مستقبلاً، خصوصاً في مجال التقنيات المتقدمة لاستغلال الغاز". ولم تشر المصادر عما إذا كان رئيس الانتاج في "توتال" يحمل مشروعاً مكتملاً للاستثمار، خصوصاً ان الزيارة هي الثالثة. واكتفت بالقول: "إن الزيارة ستكمل مشاورات البحث في سوق الاستثمار في صناعة الغاز بعدما طرحته السعودية أمام الشركات الدولية المتخصصة". ولم تكشف السعودية حتى اليوم نتائج لقاءاتها مع مسؤولي الشركات الراغبة في الاستثمار في صناعتي النفط والغاز في السعودية، أو خططها الرامية إلى تعزيز ايراداتها وتطوير قدراتها الانتاجية.