الكتاب: "حسن الامام" تأليف: محمد عبدالفتاح منشورات: مهرجان القاهرة السينمائي ضمن السلسلة التي يصدرها خلال دوراته السنوية، ويكرم في معظمها مبدعي الفن السابع في مصر، اصدر مهرجان القاهرة السينمائي كتاباً عن "مخرج الروائع" حسن الإمام. وهذا الكتاب، هو، لحد علمنا، اول محاولة جدية تحليلية للاقتراب من عالم ذاك الذي يصح اعتباره الأكثر شعبيه بين المخرجين المصريين، من دون ان يكون افضلهم. فحسن الإمام هو الاسم الذي يتبادر الى ذهن محبي السينما المصرية حين يذكر الاخراج، وحسن الإمام هو الذي لا يرضى الجمهور بأن يحمل غيره لقب "مخرج الروائع"، وهو اول مخرج فرض اسمه فوق العنوان في ملصقات افلامه، والمخرج الذي عمل كبار النجوم تحت ادارته بطواعية وافتخر معظمهم بأنه اكتشفهم. وهو ايضا المخرج الذي كان اي فيلم من افلامه يصمد في الصالات عشرات الأسابيع. كل هذا يحلله مؤلف الكتاب محمد عبدالفتاح بحذق وعمق - لا يخلوان من تطويل مملّ في بعض الاحيان - المؤلف يدرس عمل حسن الامام في علاقته بحياته، ثم يتابع تطوراته، وتنقله بين الميلودراما والتراجيديا والموسيقى الكوميدية، ويقدم تفسيرات مقنعة للنجاحات الهائلة التي حققتها افلام مثل "انا بنت مين" و"خللي بالك من زوزو" و"الخطايا" و"ظلموني الناس" و"الخرساء" و"اميرة حبي انا" و"بمبة كشر"، تلك العلامات في رحلة ابتدأت العام 1996 بفيلم "ملائكة في جهنم" لتنتهي العام 1986 بفيلم "عصر الحب" عن رواية لنجيب محفوظ، الذي حقق حسن الإمام بعض اهم افلامه انطلاقاً من نصوصه، ولا سيما الجزءان الأولان من "الثلاثية". بالنسبة الى المؤلف كانت الوسيلة لوضع الكتاب في غاية البساطة: كان يعرف ان المسألة تقوم في محاولة اخذ سينما حسن الامام مأخذ الجدية، ووضعها امام مجهر صادق، بعد ذلك تنفتح كل الابواب، وتطالعنا سينما قد لا تكون دائماً موفقة، لكنها كانت على الدوام ناجحة مسلية واعظة وتنتمي حقاً الى بصرية فن السينما. وحسب المرء اليوم ان يشاهد ويعيد مشاهدة افلام حسن الإمام في عروضها التلفزيونية ليتيقن من ذلك.