أكد إسلاميون عرب مقيمون خارج مصر أن أسامة بن لادن اتخذ اخيراً احتياطات أمنية وعسكرية للتصدي لهجوم أميركي يتوقعه على موقع يتحصن فيه قرب جلال اباد مع عدد من أنصاره على رأسهم مساعده محمد عاطف أبو حفص المصري وزعيم "جماعة الجهاد" الدكتور أيمن الظواهري. واشاروا الى ان الاحتياطات شملت زرع ألغام وشراك خداعية حول موقع ابن لادن تحسباً لقيام الاميركيين بإنزال جوي، وكذلك وضع هياكل وهمية في أماكن متباعدة من موقعه للتمويه في حال لجوء الاميركيين الى قصف الموقع بالصواريخ. وأوضح الاسلاميون المقربون من زعيم تنظيم "القاعدة" في اتصالات مع "الحياة" في القاهرة امس ان التزام ابن لادن الصمت وعدم الخوض في أحاديث صحافية خلال الاشهر الماضية جاء التزاماً منه باتفاق مع قادة حركة "طالبان"، "لتفادي استعداء الاميركيين ضد الحركة وتقديم مبررات لهم لشن هجوم صاروخي جديد على اهداف افغانية". ونفى هؤلاء ان يكون في نية قادة الحركة تسليم ابن لادن الى الولاياتالمتحدة. وأشاروا الى ان التصريحات التي صدرت عن بعضهم حول استعداد "طالبان" التفاوض في شأن تقديم ابن لادن الى العدالة "لا تعني الموافقة على إخضاعه لمحاكمة في اميركا وانما البحث في التهم الموجهة اليه من الاميركيين والنظر في جديتها وما اذا كان هناك ادلة تتيح للحركة تقديم ابن لادن للمحاكمة داخل افغانستان وليس خارجها". ولفتوا الى ان الحركة كانت منحت الاميركيين مهلة تقديم لائحة اتهام ضد ابن لادن للنظر فيها، إلا أن الادارة الاميركية تجاهلت الامر وأصرت على مسألة تسليمه، واشاروا الى ان الزعيم الاصولي كان نفى مسؤوليته بصورة مباشرة عن تفجير السفارتين الاميركيتين في نيروبي ودار السلام قبل نحو سنتين. وكان ابن لادن والظواهري أسسا في شباط فبراير من العام الماضي "الجبهة الاسلامية العالمية لقتال اليهود والصليبين" مع جماعتين من باكستان واخرى من بنغلاديش، وتضمن البيان الاول للجبهة فتوى توجب على المسلمين "قتل الاميركيين ونهب أموالاهم في كل مكان".