أكدت مصادر قريبة من "الجماعة الإسلامية" في مصر أن هذا التنظيم سيعلن قريباً موقفه من عمليتي تفجير السفارتين الأميركيتين في كل من نيروبي ودار السلام، ويوضح الأسباب التي دعت مسؤول مجلس شورى، فيه رفاعي أحمد طه إلى نفي أن يكون طرفاً في "الجبهة الإسلامية العالمية لقتال اليهود والصليبيين" قبل أيام من وقوع الانفجارين. وقالت المصادر إن "الجماعة" ستؤيد العمليتين وتشن هجوماً على الولاياتالمتحدة وتعرض الأسباب التي تدفع الإسلاميين الى معاداتها، لكنها لن تذكر ما يفيد أن لها علاقة بالتفجيرين. وأضافت المصادر ان قادة التنظيم المقيمين في الخارج يجرون حالياً اتصالات بهدف الاتفاق على صيغة الموقف من عمليتي نيروبي ودار السلام، وأن وجود بعضهم في دول يصعب إجراء اتصالات بهم من دون التأثير على أوضاعهم الأمنية هو سبب تأخر صدور البيان. من جهة أخرى رجح الناشط الإسلامي المصري المقيم في لندن عادل عبدالمجيد أن تكون المنظمة التي أعلنت مسؤوليتها عن تفجيري نيروبي ودار السلام "مخاضاً لفتاوى وبيانات وتصريحات صدرت عن زعماء اسلاميين في الفترة الماضية بينهم اسامة بن لادن وزعيم "جماعة الجهاد" الدكتور أيمن الظواهري الذي يقيم معه في افغانستان". واستغرب عبدالمجيد، المحكوم غيابياً بالاعدام من محكمة مصرية عسكرية في قضية "خان الخليلي"، "عدم توقع الاميركيين وقوع أعمال عدائية ضدهم في أكثر من مكان من جانب الحركات الإسلامية، مؤكداً أن قضية العداء للأميركيين "صارت قضية محورية لكل الإسلاميين". وأعرب عن اعتقاده أن وجود اسامة بن لادن في منطقة تسيطر عليها حركة طالبان "لا يمكنه من أن يعلن عن عمل يديره من هناك". واعتبر أن إعلان منظمة "الجيش الإسلامي لتحرير المقدسات" مسؤوليتها عن التفجيرين، يؤكد "أن معطيات جديدة ظهرت على سطح الأحداث، ولا بد أن تقرأ بعناية" وأن اسم المنظمة "يشير الى وجود جنسيات متعددة تعمل في إطارها ويثبت أن دائرة العداء للأميركيين اتسعت وأن التقارب الذي حدث بين الحركات الإسلامية في الفترة الماضية والذي كان أحد مظاهره تأسيس "الجبهة الإسلامية لقتال اليهود والصليبيين"، صار يسمح بأن يعلم أحد الأطراف بعمل سيحدث في المستقبل حتى لو لم يكن سيشارك فيه". وقال عبدالمجيد الذي تتهمه السلطات المصرية بأنه أحد المقربين من الظواهري ويعمل مساعداً له على رغم نفيه هو ذلك، "كان من المنتظر أن تعلن "جماعة الجهاد" أو بن لادن المسؤولية عن العمليتين لكن إعلان "جيش المقدسات" المسؤولية يؤكد أن كياناً جديداً له القدرة على تنفيذ العمليات في أماكن بعيدة ظهر على السطح وأن هناك من يمكن أن يحرك الأحداث من دون أن يكون طرفاً في التنفيذ".