علمت "الحياة" من مصدر وثيق الصلة بأسامة بن لادن ان الاخير وصل الى قاعدة تورا بورا جنوب مدينة جلال آباد، عاصمة الشرق الافغاني التي ينوي اتخاذها مقرا موقتاً لاقامته بدلاً من قندهار التي غادرها الاربعاء الماضي. وأضاف المصدر أن ابن لادن قرر صرف النظر حالياً عن الاقامة في ولاية بغلان شمال افغانستان، نظراً الى آلام في الكلى قد تضطره الى عناية طبية متكررة. وأكد اكثر من مصدر في اسلام آباد والقاهرة ل "الحياة" ان ابن لادن لا يعتزم الاختفاء بل ينوي الظهور عبر وسائل الاعلام التي يقيم مع بعضها علاقات جيدة. واختار ابن لادن الإقامة في هذه القاعدة كونه عرفها منذ عام 1989 أثناء الهجوم السوفياتي على جلال آباد، الذي شارك مع مجموعته وسائر المجاهدين في التصدي له بكل قوة. وافاد المصدر ان احدى زوجات ابن لادن ترافقه اضافة الى خمسة من القادة الكبار التابعين له، وفي مقدمهم القائد العسكري لمجموعته أبو حفص المصري وزعيم جماعة "الجهاد" المصرية الدكتور أيمن الظواهري وأحد قادة الجماعة الإسلامية المصرية محمد شوقي الإسلامبولي، إضافة إلى عدد من الحراس التابعين لحركة "طالبان". وتحظى القاعدة بمناعة معروفة إذ أنها استعصت على القوات الروسية طوال الجهاد الأفغاني وتحيط بها الجبال التي توفر لها حماية طبيعية. وفي القاعدة عدد من صواريخ "ستينغر" و غيرها من الصواريخ المضادة للطائرات لمواجهة احتمالات ان تشن واشنطن غارات جوية عليها. واضاف المصدر أن ابن لادن لم يصحب معه سوى زوجة واحدة فيما بقيت زوجتاه الأخريان وأولاده في قندهار، الامر الذي أكده الناطق باسم الحركة ملا وكيل أحمد متوكل. ولا تستبعد مصادر وثيقة الصلة بابن لادن أن يظهر الآن خصوصاً أنه من الصعب عليه البقاء متخفياً في أفغانستان البلد الذي يعج بوسائل الإعلام التي تلاحقه و أجهزة الإستخبارات تطارده. وتوقف مراقبون عند تصريح لزعيم الحركة ملا محمد عمر رحب فيه بعودة ابن لادن في أي وقت شاء وبالطريقة التي أراد، وأضاف أن أبواب "طالبان" مشرعة في وجهه. ورأى متابعون للشأن الافغاني ان ابن لادن اراد باختفائه ان يثبت للرأي العام الافغاني ان وجوده في افغانستان ليس السبب الحقيقي للعداء الذي تكنه واشنطن للحركة. وفي الوقت نفسه، نفى اصوليون مصريون مقيمون في الخارج ان تكون خلافات مع قادة "طالبان" وراء مغادرة ابن لادن قندهار. وبرروا السرية المفروضة على العملية بأنها تعود الى اسباب امنية. وقال الاصوليون المقربون من ابن لادن في اتصالات هاتفية اجرتها معهم "الحياة" من القاهرة امس، ان ابن لادن والظواهري لن يلتزما صمتاً اعلامياً او يمتنعان عن الادلاء بتصريحات يعبران فيها عن وجهة نظرهما "في القضايا التي تهم المسلمين". وكشفوا ان الظواهري سجل قبل ايام قليلة من مغادرته قندهار حواراً مع قناة تلفزيونية عربية لم يبث بعد، تحدث فيه عن علاقته بابن لادن والاسس التي يستند اليها الاسلاميون العرب في معاداتهم للولايات المتحدة. ومعروف ان علاقات وثيقة تربط ابن لادن والظواهري منذ الثمانينات. ودخل الاثنان في تحالف رسمي في شباط فبراير من العام الماضي تحت اسم "الجبهة الاسلامية العالمية لقتال اليهود والصليبيين" التي ضمت الى جانب تنظيم "القاعدة" وجماعة "الجهاد" جماعتين من باكستان واخرى من بنغلادش.