اعلن حلف الاطلسي استعداده لمعاودة المحادثات العسكرية مع يوغوسلافيا، بعدما توقفت فجر امس، شرط ان تكون بلغراد مستعدة لتطبيق اتفاق السلام حول كوسوفو وسحب جنودها من الاقليم. وقال الناطق باسم الحلف جايمي شي انه يتعين على الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش وجنرالاته ان يكونوا "مستعدين للانصياع لشروط الاسرة الدولية"، موضحاً ان ذلك يعني "سحب جميع قواته من كوسوفو والسماح بوجود قوة دولية" في كوسوفو. واكد ان "الضربات الجوية ستستمر". وكان شي اعلن في وقت سابق ان المحادثات استؤنفت امس على مستوى "ضباط الاتصال" وهو مستوى ادنى من المحادثات التي جرت بين القادة العسكريين للطرفين. وكان قائد قوات حلف الاطلسي في مقدونيا الجنرال البريطاني مايكل جاكسون اعلن، فجر امس، بعدما ترأس وفد الحلف، انه لم يتمكن من ايجاد ارضية مشتركة مع الوفد اليوغوسلافي "ولا سبيل امام الحلف سوى مواصلة القصف وتكثيفه حتى تذعن بلغراد لما وافقت عليه الاسبوع الماضي". واضاف الجنرال جاكسون ان المقترحات التي قدمها الوفد اليوغوسلافي "لا تضمن عودة آمنة للاجئين الى كوسوفو ولا توفر انسحاباً كاملاً للقوات الصربية من الاقليم". ومن جانبه افاد الناطق باسم الوفد اليوغوسلافي نيبويشا فويفيتش بأن مسؤولية اخفاق المحادثات يتحملها حلف الاطلسي "لأنه حاول ادخال عناصر تتناقض مع خطة السلام التي وافقت عليها بلغراد، وحاول استباق الوقت قبل صدور قرار مجلس الامن الذي يحسم الامور ويحدد حجم وتفويض تركيبة القوات الدولية بالنسبة لكل الاطراف بما فيها الحلف الاطلسي". واضاف ان بلاده "مستعدة لمواصلة المحادثات في أي وقت". واشارت معلومات اعلامية الى مقر المحادثات في مدينة كومانوفو شمال مقدونيا الى ان اسباب الخلاف تركز على تعديلات ارادها الجانب اليوغوسلافي وتتعلق "بالطرق التي ستُسلك في الانسحاب، وضمانات بعدم تعرض القوات المنسحبة الى غارات اطلسية او هجمات "جيش التحرير"، وتمديد فترة الانسحاب من اسبوع الى اسبوعين، وجعل الحزام المحرّم من اراضي صربيا حول كوسوفو 10 كيلومترات بدلاً من 25 كيلومتراً، ومراعاة الامور المتعلقة بالسيادة اليوغوسلافية على كوسوفو". وبعد بضع ساعات من انهيار المحادثات عادت صفارات الانذار الى الانطلاق صباح امس في كل من انحاء يوغوسلافيا. وتركزت غارات حلف الاطلسي بصورة مكثفة على جنوب صربيا ومدينتي بيتش في غرب اقليم كوسوفو وبريزرين في جنوبه. وشهدت المناطق الغربية والجنوبية من اقليم كوسوفو المحاذية للحدود مع البانيا معارك عنيفة بين مقاتلي جيش التحرير والقوات الصربية. ونقلت اذاعة تيرانا امس عن ناطق باسم مراقبي منظمة الامن والتعاون الاوروبية في البانيا انه "تم اجلاء حوالي الف شخص من مدينة كرومي في شمال البانيا". معلوم ان، يوجد قرب كرومي قاعدة كبيرة ل"جيش تحرير كوسوفو" وتعرضت مرات عدة الى قصف مدفعي صربي، ما شكّل خطراً على مخيمات اللاجئين القريبة منها. وصرح وزير الخارجية البريطاني روبن كوك لشبكة تلفزيون "بي بي سي" امس الاثنين ان المحادثات حول كوسوفو فشلت لأن يوغوسلافيا تصرّ على ابقاء ما يصل الى 15 الف جندي صربي في الاقليم ما يحول دون عودة اللاجئين. وقال كوك "انهم اليوغوسلاف يريدون خفض قواتهم في الاقليم الى ما يعتبرون انه حجمها في زمن السلم. وهذا قد يعني ما بين 10 و 15 الف جندي، وقد يمنعنا من بدء العمل على اعادة اللاجئين". واضاف الوزير "انه انتهاك فاضح للشروط" التي وافقوا عليها الاسبوع الماضي، وهي سحب كل وحدات الجيش والشرطة الخاصة والميليشيات، متهماً بلغراد ب "سوء النية". واشار كوك الى ان بلغراد تؤكد عزمها على ابقاء قوات في كوسوفو من اجل التصدي لهجمات محتملة لدعاة الانفصال الالبان في "جيش تحرير كوسوفو" خلال انسحاب بقية الجيش اليوغوسلافي. واضاف: "لكن هذا لا يبدو سبباً معقولاً للبقاء هناك الى ما لا نهاية، وهو ما يرغبون فيه". وتابع كوك يقول ان الاطلسي لا يمكن ان يقبل بأي "مساومة"، مؤكداً انه لن يقبل "أي تراجع عن الوثيقة الموقعة الاسبوع الماضي".