أعلنت بلغراد أنها بدأت ظهر امس الخميس بسحب قواتها العسكرية من اقليم كوسوفو، وأعلن حلف شمال الاطلسي تعليق غاراته الجوية على يوغوسلافيا. وأعلن الأمين العام للحلف الاطلسي خافيير سولانا أنه أبلغ القرار الى الأمين العام للامم المتحدة كوفي انان. وجاء ذلك في وقت استعدت قوات الحلف الاطلسي الموجودة في مقدونيا لدخول الاقليم واتجهت أعداد كبيرة من وحداتها المزودة دبابات ومدافع وطائرات عمودية نحو المناطق الشمالية الغربية من مقدونيا المتاخمة لحدود الاقليم. وأعلن الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش انتهاء "العدوان"، وقال في خطاب وجهه الى الأمة "ان السلام تغلب على العنف". وأعلن قتل 462 جندياً و114 شرطياً. ووصل الى مقدونيا امس حوالى ثلاثة آلاف وخمسمئة جندي من مشاة البحرية الاميركية قادمين من اليونان والبانيا، وانضموا الى القوات الاطلسية الموجودة في مقدونيا التي ستكون الطلائع الأولية للقوات الدولية التي ستنتشر في كوسوفو. ومعلوم ان قوة الحلف الاطلسي الموجودة حالياً في مقدونيا تضم حوالى 18 ألف جندي، غالبيتهم من بريطانيا وفرنسا والمانيا وايطاليا والنروج. وفي غضون ذلك أفادت ناطقة باسم القوات المسلحة اليوغوسلافية في بلغراد ان القوات العسكرية الصربية بدأت بالانسحاب من كوسوفو "تنفيذاً للاتفاق الذي وقعته يوغوسلافيا مع الحلف الاطلسي الليلة الماضية". واكدت الناطقة ان حوالى 250 عربة مصفحة ودبابة انسحبت من المناطق الشمالية من كوسوفو. واعربت الناطقة عن أملها بأن "يوقف الحلف الاطلسي عملياته ضد يوغوسلافيا". وينص الاتفاق العسكري بين الاطلسي ويوغوسلافيا على ان يكتمل انسحاب قوات الجيش والشرطة والمجموعات شبه العسكرية الصربية واليوغوسلافية من كامل اقليم كوسوفو خلال 11 يوماً. ومن جانبه كان الحلف الاطلسي خفف ضرباته الجوية على يوغوسلافيا منذ مساء أول من أمس الاربعاء واقتصرت على غارة واحدة استهدفت مدينتي جاكوفيتسا وديتشاني في المنطقة الغربية من اقليم كوسوفو المحاذية لألبانيا. وأعلن ناطق باسم جيش تحرير كوسوفو ان شتباكات حدثت بين المقاتلين الألبان والقوات الصربية غرب الاقليم. وأضاف الناطق في تصريح نقلته اذاعة تيرانا ان الجيش "لا يستبعد حدوث أعمال انتقامية فردية خصوصاً عندما يعود اللاجئون الى ديارهم". واشار الناطق الى ان قادة الجيش يرحبون بانسحاب القوات الصربية من كوسوفو ويبلغون قرارهم الى الحلف الاطلسي اليوم الجمعة. ورحب اللاجئون الألبان في مقدونيا والبانيا بالاتفاق واعربوا عن أملهم في أن يوفر عودة آمنة لهم الى ديارهم في كوسوفو.