استعد آلاف الجنود التابعين لحلف شمال الاطلسي منذ صباح امس في المنطقة الشمالية الغربية لمقدونيا انتظاراً لأمر البدء باجتياز الحدود ودخول اقليم كوسوفو، فيما تواصل انسحاب القوات الصربية من الاقليم. وانتقلت كتيبة من الجنود الروس المرابطين في البوسنة الى يوغوسلافيا، استعداداً لدخول كوسوفو. من جهة اخرى افاد ناطق باسم الجيش اليوغوسلافي في بلغراد ان المرحلة الاولى من الانسحاب العسكري من كوسوفو ستكتمل خلال اليوم السبت "وتشمل الطائرات ووسائل الدفاع الجوي في الاقليم اضافة الى حوالى 6 آلاف جندي و90 دبابة وعدد كبير من العربات المصفحة والاسلحة". وذكر انه "تم وقف تحليق الطائرات في الاراضي اليوغوسلافية المحيطة بإقليم كوسوفو وبعمق 25 كيلومتراً". واشار الناطق الى انه تم سحب الوحدات العسكرية اليوغوسلافية من الشريط الحدودي الغربي والجنوبي للاقليم مع البانياومقدونيا "وانه يجري تجميع القطعات والمعدات العسكرية في مواقع قرب الطرق الرئيسية في انحاء الاقليم لاكمال سحبها قبل نهاية الفترة المحددة للانسحاب في العشرين من الجاري". واوضح المصدر العسكري اليوغوسلافي ان بلغراد "ملتزمة كافة بنود اتفاقها العسكري مع حلق شمال الاطلسي". ومن جهة اخرى اصدر جيش تحرير كوسوفو بياناً في تيرانا امس اكد فيه ان مقاتليه "لن يهاجموا القوات الصربية المنسحبة من الاقليم". واتهم البيان القوات الصربية "بحرق المنازل في بلدة كاجانيك جنوب كوسوفو اثناء انسحابها". ومن جانبه اكد قائد قوات الحلف الاطلسي الموجودة في مقدونيا الجنرال البريطاني مايكل جاكسون ان قوات حفظ السلام "لن تتسامح مع اي محاولة تظهر من جيش تحرير كوسوفو لمهاجمة القوات الصربية المنسحبة". وحذّر الجنرال جاكسون الذي اسندت اليه قيادة القوات الدولية في كوسوفو اي طرف في الاقليم "يحاول عرقلة عملية السلام ولن يكون هناك تساهل مع اي اضطراب". وانتظر آلاف الجنود الاطلسيين امس في المنطقة الحدودية لاقليم كوسوفو مع مقدونيا اوامر الجنرال جاكسون لدخول الاقليم والبدء بتنفيذ الشق العسكري الخاص باتفاق الوضع الامني الذي وقّعه الحلف مع حكومة بلغراد مساء الاربعاء الماضي. وتنتشر الطائرات المروحية والدبابات والمدافع وناقلات الجنود وغير ذلك من الاسلحة والمعدات الميدانية في المنطقة الحدودية. وذكرت مصادر الحلف الاطلسي ان طلائع القوات الاطلسية ستضم وحدات هندسية وفنية خاصة لتحديد حقول الألغام وإزالة المتفجرات التي زرعتها القوات الصربية على الجسور وداخل انفاق الطرق في كوسوفو. واجرت صحيفة "فاكتي" الألبانية الصادرة في مقدونيا مقابلات مع اللاجئين الألبان في شأن التطورات الراهنة فأكدوا "انهم يترقبون الوضع بحذر على رغم قناعتهم بأن الحلف الاطلسي سيوفر الظروف الامنية في الاقليم". واشاروا الى ان مسؤولين في مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة "ابلغوهم انه لن يحدث ارغام على العودة وان الاهتمام الدولي سيتركز اولاً على توفير مستلزمات حياتهم العادية في الاقليم". ومن جهة اخرى زارت وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت مقدونيا امس وأطَّلعت على استعدادات القوات الاطلسية للدخول الى كوسوفو. كما تفقدت اولبرايت احوال اللاجئين الألبان في مخيم "ستينكوفاتش" شمال العاصمة المقدونية سكوبيا الذي يضم اكثر من40 ألف لاجئ ألباني ووعدتهم بالعودة قريباً الى ديارهم "مع مساعدات دولية كبيرة لبناء حياتهم من جديد". والتقت المسؤولين المقدونيين وأبلغتهم شكر الادارة الاميركية "لتعاونهم في اعادة السلام الى اقليم كوسوفو".