أعلن وزير الدفاع الألماني رودولف شاربينغ خلال لقائه اليومي مع الصحافيين بشأن كوسوفو ان حلف شمال الاطلسي لم يشن اي هجوم على يوغوسلافيا منذ الساعة التاسعة 07.00ت. غ صباح امس الأربعاء ما يعني ان "الضربات الجوية علقت فعلاً". وأضاف الوزير ان هذا يشكل "بادرة سياسية" باتجاه بلغراد. وفي بداية اللقاء الصحافي صرح رئيس الاركان الالماني هانز بيتر فون كيرشباخ ان الضربات الجوية علقت ونفى الحلف النبأ في بروكسل فوراً. وأكد المتحدث جيمي شي ان "العمليات مستمرة". كما اكدت وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت في مؤتمر صحافي في كولونيا ان العمليات لم تتوقف. وحققت المحادثات العسكرية التي جرت امس الأربعاء بين حلف شمال الاطلسي ويوغوسلافيا في مدينة كومانوفو شمال مقدونيا تقدما مهما مما بعث على الاعتقاد بأن اعلان الاتفاق على انسحاب القوات الصربية من اقليم كوسوفو اصبح وشيكاً. وهددت روسيا بعدم التصويت لمصلحة قرار مجلس الأمن قبل صدور امر بوقف الغارات على يوغوسلافيا. ووصلت معلومات الى مكان المحادثات في مقر الوحدة الفرنسية التابعة للحلف الاطلسي في كومانوفو ان وحدات للشرطة الصربية انسحبت من اقليم كوسوفو وتهيأت اخرى للانسحاب. ووصف ناطق باسم الوفد اليوغوسلافي هذه المعلومات بأنها "تقدم دليلاً كافياً للحلف الاطلسي للاعلان عن وقف الغارات الجوية". وأكدت المعلومات التي قدمها الطرفان، الاطلسي واليوغوسلافي، ان مباحثاتهما "حققت تقدماً كبيراً وان توقيع الاتفاق اصبح مسألة ساعات". وتركزت المحادثات منذ صباح امس على طلب الوفد اليوغوسلافي تمديد مدة الانسحاب من سبعة الى عشرة ايام وإجراء بعض التعديلات على طرق الانسحاب التي وردت في خرائط الحلف الاطلسي وجعل عمق الحزام من الأراضي الصربية حول كوسوفو 15 كيلومتراً بدلاً من 25 كيلومتراً. وترأس وفد الحلف الاطلسي قائد قوات الحلف في مقدونيا الجنرال مايكل جاكسون فيما ترأس وفد حكومة بلغراد نائب رئيس اركان الجيش اليوغوسلافي الجنرال سفيتوزار ماريانوفيتش. وحسب المعلومات التي توافرت في كومانوفو فان الصيغة التي كان اعدها الحلف الاطلسي للانسحاب لم يحدث عليها اي تغيير جوهري وانه سيتم تقسيم الاقليم الى خمس او ست مناطق بين الدول الرئيسية المشتركة في القوات الدولية. واقتصر القصف الجوي الاطلسي منذ مساء اول من امس الثلثاء على عدد من مناطق اقليم كوسوفو. وأعلنت ناطقة باسم مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في مقدونيا انها "ستفتح مكاتب في كوسوفو لتنظيم عملية عودة اللاجئين الى ديارهم فور انسحاب القوات الصربية". وأشارت الى ان خبراء في المفوضية "بدأوا دراسة خطوات اعادة اللاجئين الى ديارهم والاستعانة الأمنية بالحلف الاطلسي". في موسكو طلب الرئيس الروسي بوريس يلتسن من الغرب وقف الغارات على يوغوسلافيا فوراً وأكد وزير الخارجية ايغور ايفانوف ان بلاده لن تصوت على قرار مجلس الأمن قبل صدور قرار وقف القصف. وأجرى يلتسن امس اتصالات هاتفية مع عدد من زعماء العالم وأكد لرئيس الوزراء البريطاني توني بلير ان على حلف الاطلسي ان "يظهر ارادته السياسية" كما فعلت روسيا بموافقتها على مسودة قرار مجلس الأمن التي وضعها وزراء خارجية الدول "الثماني" في كولونيا. وفي حديثه الى المستشار الألماني غيرهارد شرودر شدد الرئيس الروسي على ان بلاده ابدت "روحاً بناءة" في كولونيا وان على الاطلسي الآن "اتخاذ خطوات عاجلة" لوقف الغارات. ومن جانبه اشار وزير الخارجية الى ان نتائج اجتماع كولونيا كانت "اختراقاً في اتجاه الحل السلمي" وأضاف ان روسيا لن توافق على القرار الذي جرت صياغة مسودته ما لم تتوقف الغارات على يوغوسلافيا، وأكد ان اتصالات جرت مع بكين اوضحت ان الصين اتخذت موقفاً مماثلاً. وتعليقاً على ما ذكرته وزيرة الخارجية الاميركية ان قوات الاطلسي ستكون "نواة" الوجود الدولي في كوسوفو قال ايفانوف ان نص الوثيقة التي اتفق عليها وزراء الخراجية "لم تتضمن اشارة الى دول او منظمات". وفي جلسة عقدها مجلس الدوما النواب امس لمناقشة الوضع الاقتصادي اكد رئيس الوزراء سيرغي ستيباشين ان مشاركة روسيا في القوات الدولية ستكلفها حوالى 150 مليون دولار سنوياً، وأشار الى ان الأممالمتحدة قد تغطي هذه النفقات لاحقاً.