استقبل النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء السعودي وزير الدفاع والطيران المفتش العام الامير سلطان بن عبدالعزيز امس وزير الطاقة المكسيكي لويس تيليز وبحث معه في العلاقات الثنائية بين البلدين والمواضيع ذات الاهتمام المشترك خصوصا في مجال النفط والتعدين وذلك في اطار الجهود الكبيرة التي تبذلها السعودية للتنسيق مع المنتجين كافة لدفع الاسعار الى مستوى 18 دولاراً للبرميل على الاقل. وكان الوزير المكسيكي وصل الى الرياض اول من امس واجتمع مع وزير النفط والثروة المعدنية السعودي علي النعيمي امس وتم تبادل وجهات النظر في شأن مدى التقدم في اسواق النفط العالمية ونتائج تطبيق اتفاقات خفض الانتاج التي توصلت لها الدول المنتجة من داخل منظمة الدول المصدرة للنفط اوبك ومن خارجها في العام الماضي والسنة الجارية. وقال النعيمي وتيليز عقب محادثات في الرياض أمس استغرقت ثلاث ساعات أن بلديهما راضيان عن الالتزام العالي المستوى باتفاق خفض الانتاج. وجاء في بيان مشترك: "أبدى الوزيران النعيمي وتيليز رضاهما عن المستوى العالي من التزام التخفيض النفطي من جانب كل من أعضاء أوبك والمنتجين المستقلين". وقال البيان المشترك الصادر عن وزارة النفط السعودية ان الوزيرين أكدا أيضا التزامهما التعاون مع الدول الاخرى المنتجة للنفط لاتخاذ كل ما يلزم من اجراءات لتحقيق استقرار السوق وتحسن اسعار النفط. واضاف البيان انه على رغم الانخفاض التصحيحي الاخير في الاسعار فإن الوزيرين أعربا عن اعتقادهما القوي أن اسعار النفط ستبدأ التحسن من جديد في الاسابيع المقبلة. وأكد النعيمي وتيليز ايضا التزام بلديهما باتفاقات خفض الانتاج واعربا عن عزمهما على مواصلة العمل بالاتفاقات من حيث الاطار الزمني والكميات. وكانت السعودية وفنزويلا والمكسيك قادت منذ العام الماضي جولات عدة من محادثات خفض الصادرات النفطية لانقاذ اسعار النفط المتداعية. وقال تيليز أمس أن بلاده مستعدة للبحث في تمديد العمل بتخفيض انتاجها النفطي بمقتضى الاتفاق الذي تم التوصل اليه مع دول اخرى منتجة. وقال تيليز للصحافيين بعد محادثات في الرياض مع النعيمي: "المكسيك مستعدة بالطبع لتمديد مشاركتها مع الدول الاخرى". وقال تيليز الشهر الماضي ان التخفيضات النفطية التي اتفق عليها المنتجون في آذار مارس الماضي قد تحتاج الى مراجعة قبل ان ينتهي اجلها في الربيع المقبل اذا استمرت الاسعار في الانتعاش. ويسري اتفاق خفض الانتاج من الاول من نيسان ابريل الماضي وحتى نهاية آذار مارس سنة 2000. يشار الى ان المكسيك ليست عضواً في "اوبك" التي تعتبر السعودية من اكبر اعضائها. ووقعت السعودية وايران وثلاث دول من كبار منتجي النفط هي الجزائر وفنزويلا والمكسيك في نهاية اذار مارس الماضي اتفاقاً في هولندا اتفاق لاهاي مهد لاتفاق "اوبك" في مؤتمرها الاخير في فيينا على خفض الانتاج بنحو 1.7 مليون برميل يومياً يضاف اليها نحو 400 الف برميل من خارج "اوبك"، وذلك في محاولة لرفع اسعار النفط التي انهارت قبل التوصل الى خفض الانتاج الى ادنى مستوى تسجله منذ نحو 12 عاماً. وارتفع سعر خام القياس البريطاني "برنت" للعقود الآجلة تسلم تموز يوليو في بورصة النفط الدولية في نهاية التعامل يوم الجمعة الماضي الى 15.59 دولار للبرميل، بزيادة 63 سنتاً على السعر في أواخر التعامل في اليوم السابق. من المقرر ان يصل الوزير المكسيكي الى الكويت اليوم للاجتماع مع نظيره الكويتي الشيخ سعود ناصر الصباح لاجراء مزيد من المحادثات في شأن التطورات في سوق النفط العالمية.