دفعت الحوادث الأمنية المتكررة في مدينة صيدا ومحيطها القوى الأمنية والجيش اللبناني إلى تكثيف حواجزها فيها، أمس، فيما أعلن مسؤول الميليشيا في "حركة فتح" بزعامة الرئىس الفلسطيني ياسر عرفات المقدم خالد الشايب ل"الحياة" أن "فتح" تعيد تنظيم نفسها عسكرياً وأمنياً وسياسياً في مخيم عين الحلوة المتداخل مع المدينة. وأكد أحد مسؤولي "فتح" الذي كان خرج عليها وعاد إليها، منير المقدح ذلك في تصريح ل"الحياة" أمس أيضاً. راجع ص4 وكان حادث وقع ليل أول من أمس في المدينة حين تجاوز مسلحان حاجزاً لقوى الأمن الداخلي وحصل إطلاق نار وتم إلقاء القبض عليهما. وانتشرت القوى الأمنية في المدينة، أمس، مانعة التنقل على الدراجة لأكثر من شخص واحد، وسط تدابير مشددة شملت شوارعها الرئيسية ودققت حواجز الجيش وقوى الأمن في الهويات. وفيما أشارت معلومات ل "الحياة" ان اعادة تنظيم "فتح" نفسها وتكثيف وجود عناصرها في المخيم ترافق مع حوادث بين عناصرها وآخرين تابعين ل"عصبة الأنصار"، التي قام اثنان من عناصرها بسرقة مصرف في منطقة الدامور وطاردتهما القوى الأمنية فقتلت واحداً وجرحت آخر الأسبوع الماضي، أوضح الشايب ل"الحياة" ان اعادة تنظيم "فتح" جاء في ضوء الأحداث الأخيرة التي حصلت ونسب بعضها إلى عناصر في المخيم. لكن المقدح أكد أن الوضع في المخيم "طبيعي وهادئ ويكاد يكون مثل سويسرا"، لكن مسؤولاً فلسطينياً أشار الى حصول احتكاكات بين "فتح" و"عصبة الأنصار" التي ينتمي إليها "ابو محجن"، المحكوم بالإعدام في قضية اغتيال رئيس جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية قبل اكثر من 3 سنوات. واعترف المصدر "ان ابو محجن بات يشكل إحراجاً للمخيم خصوصاً ان معظم التنظيمات لا يؤيد توجهاته". وفيما نفى المقدح ان يكون هدف اعادة تنشيط تنظيم "فتح" في مخيم عين الحلوة خلق أمر واقع جديد في المخيم، أكد ان هذا يحصل "في اطار الاستعداد للمفاوضات النهائية الخاصة في شؤون اللاجئين". كما نفى وجود علاقة بين اعادة تنظيم "فتح" في المخيم وجريمة اغتيال القضاة الاربعة في صيدا مطلع الشهر، مؤكداً ان السلطات اللبنانية "لم تبلغ إلينا أي معلومات عن اسماء متهمين بهذه الجريمة التي كنا اول من دانها". وعلمت "الحياة" ان بين اسباب اعادة توحيد الموقف داخل "فتح" تعرّض كوادر منها لاغتيالات.