عثر على جثة المسؤول عمّن تبقى من مجموعة «جند الشام» اللبناني غاندي سعيد السحمراني (مواليد 1964، من منطقة عكار، والدته أسمى) الملقب ب «أبو رامز» فجر أمس، ملقاة في موقف بليبل للسيارت قرب سوق الخضار عند مدخل الطوارئ في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين - جنوب لبنان، وهو مكبل اليدين والرجلين وعليه علامات تعرض للتعذيب والضرب بآلة حادة قبل خنقه. ونقلت جثته الى مستشفى الهمشري في صيدا. وكان السحمراني فقد قبل ثلاثة ايام. ولم يتسبب قتله بأية ردود فعل في محلة الطوارئ التي يسيطر عليها تنظيم «عصبة الأنصار»، مع العلم ان المسؤول عن مجموعة «جند الشام» مطلوب للسلطات اللبنانية على خلفية إفادات أدلى بها موقوفون لدى القضاء بأنه كلفهم زرعَ عبوات في امكنة مختلفة، وكان وراء الصدام الذي حصل مع الجيش اللبناني في حي التعمير اثناء حرب مخيم نهر البارد عام 2007. والمعلوم أن السحمراني كان مقيماً في طرابلس وفر من المدينة اواخر الثمانينات من القرن الماضي خلال الصدامات بين الجيش السوري و «حركة التوحيد الإسلامي» وانتقل الى شرق صيدا ومنها الى حي التعمير، وهو متزوج بسيدة من صيدا ولديه اولاد وتقيم عائلته في حي التعمير، فيما كان يتواجد هو في محلة الطوارئ. وانتسب السحمراني الى حركة «فتح» لفترة وجيزة وانتقل الى «عصبة الأنصار»، وحين حصل انشقاق داخل العصبة انضم الى المنشقين عماد ياسين وابو يوسف مشرقية وانتسب الى المجموعة التي شكلاها وتعرف باسم «جند الشام»، وهو على خلاف مزمن مع حركة «فتح» وخصوصاً مع قائد الكفاح المسلح في مخيم «عين الحلوة» العقيد محمود عبدالحميد عيسى المعروف باسم «اللينو». وأكدت مصادر أمنية لبنانية وفلسطينية تطابقت معلوماتها ل «الحياة»، ان السحمراني مات مخنوقاً بعد تعرضه للتعذيب، وخضعت جثته الى فحص «دي ان اي» بعد معاينة الطبيب الشرعي لها، على رغم تعرف أولاده الى الجثة. ورجحت المصادر ذاتها الا يكون لمقتل السحمراني اية تداعيات في مخيم عين الحلوة، اذ ان القتيل بدا في الفترة الأخيرة مهمشاً، وفسرت مقتله بأنه اما رسالة فحواها اتجاه لضبط المخيم، او خلافات شخصية. وكان القائد العام لحركة «فتح» في لبنان منير المقدح صرح بعد العثور على جثة السحمراني بأن «طبيعة الحادث ما زالت مجهولة الى الآن وليس معروفاً من وراء الحادث»، مؤكداً أنه «لم يسمع أي طلق ناري في أي منطقة، والجثة وجدت على مدخل سوق الخضار». ولفت المقدح في حديث لإذاعة «صوت لبنان»، الى أن السحمراني «لا يتحرك من المنطقة إلا بحال حصول خلاف بينه وبين أحد أفراد المجموعة»، مشيراً الى أنه «كان موجوداً في منطقة الطوارئ - التعمير ولا يدخل الى المخيم منذ سنوات»، ومرجحاً أن يكون القتل «جرى في التعمير ونقلت الجثة الى داخل المخيم». وأوضح في تصريح آخر «أن مجموعة «جند الشام» جرى ضبطها قبل نحو سنة ولا يوجد أي تواجد لها داخل المخيم»، وقال: «ربما يكون الحادث مرتبطاً بفلول ما تبقى من جند الشام». وأكّد «اللينو» أن «الوضع ممسوك داخل مخيم عين الحلوة وأن السحمراني كان ممنوعاً من الدخول اليه لكونه مطلوباً من الأجهزة الأمنية ومن قيادة «فتح» على وجه التحديد». وأوضح في حديث الى اذاعة «صوت لبنان»، أن ظروف مقتل السحمراني «لا تزال غامضة والكفاح المسلح يتابع التحقيقات في هذا الموضوع». ونفى اي علاقة له او ل «فتح» بمقتل السحمراني، مشيراً إلى أن الجميع «فوجئ بوجود جثته في كاراج بليبل داخل مخيم عين الحلوة». وأجرى المسؤول السياسي ل «الجماعة الاسلامية» في الجنوب بسام حمود، بحسب بيان وزعته الجماعة إثر انتشار خبر العثور على السحمراني مقتولاً، «سلسلة اتصالات مع المعنيين في المخيم لا سيما القوى الإسلامية و«عصبة الأنصار» و«اللينو» وقادة حركة «فتح» ولجنة المتابعة الفلسطينية لمتابعة الأوضاع والتحرك السريع لعدم وقوع أية ردات فعل غير محسوبة قد يستغلها من يتربص بالمخيم شراً». وأكد حمود «للجميع أن أمن المخيم من أمن صيدا، ونحن معنيون جميعاً بمتابعة ما حصل وكشف التفاصيل كافة ومنع اي محاولة لجر المخيم الى اي توتير».