وصل الرئيس الاميركي بيل كلينتون ترافقه زوجته هيلاري وابنتهما تشيلسي الى مقدونيا امس الثلثاء، في زيارة هي الأولى من نوعها لرئيس اميركي لهذه الجمهورية اليوغوسلافية السابقة، ووعد سكوبيا وتيرانا بتقديم مساعدات كبيرة وبتشجيع رؤوس الأموال الاميركية على الاستثمار في البلدين. واجتمع كلينتون مع الرئيس المقدوني كيرو غليفوروف والرئيس الألباني رجب ميداني الذي حضر الى مقدونيا للقاء الرئيس الأميركي. وأشاد كلينتون في تصريح صحافي في مبنى البرلمان المقدوني بالموقف الايجابي لألبانيا ومقدونيا اثناء غارات الحلف الاطلسي على يوغوسلافيا واستقبال الدولتين عدداً كبيراً من لاجئي ألبان كوسوفو، واكد ان الولاياتالمتحدة "ستقدم مساعدات سخية الى الدولتين، اضافة الى تشغيل رؤوس الاموال الاميركية فيهما". ومن جانبها ألقت السيدة هيلاري كلمة في احدى قاعات البرلمان المقدوني أعربت فيها عن سرورها للزيارة للمرة الثانية بعد زيارتها الأولى لتفقد أحوال اللاجئين في 14 ايار مايو الماضي. وأشارت في كلمتها الى ان رجال الاعمال الاميركيين "سيبدأون قريباً تأسيس ثلاثة مصانع للمنسوجات في مقدونيا". وزار كلينتون ترافقه زوجته وابنته مخيم ستينكوفاتس للاجئين الى الشمال من سكوبيا 15 كلم ويضم حالياً اكثر من 20 ألف لاجئ من ألبان كوسوفو. ولقي كلينتون ترحيباً من اللاجئين ووعدهم بمساعدتهم في العودة الى حياة أمنة في ديارهم في كوسوفو ودعاهم الى "التأني في العودة ريثما يستقر الوضع أمنياً". وناشد اللاجئين الألبان عدم اللجوء الى الثأر والانتقام عند عودتهم "لأن المجرمين ستحاسبهم محكمة جرائم الحرب في لاهاي". وكانت مقدونيا شهدت أمس اجراءات أمنية مشددة فحلّقت طائرات الاطلسي طوال فترة وجود كلينتون كما قطعت الحركة في كل الشوارع التي مر فيها موكبه. والمعروف ان مقدونيا شهدت احتجاجات ضد الولاياتالمتحدة والوجود الأطلسي في الأراضي المقدونية شملت احراق السفارة الاميركية ومواجهات مع الجنود الاطلسيين وانفجارات عدة، آخرها انفجار الاسبوع الماضي أمام مقر قوات الحلف الاطلسي في سكوبيا. ونسبت هذه الاعمال الى الأقلية الصربية والمقدونيين الذين يتعاطفون مع يوغوسلافيا. ومن جهة أخرى، وقعت اعمال عنف امس في بريشتينا ومدينتي بيتش وميتروفيتسا أدت الى تدخل قوات الاطلسي، ونسبت هذه الاعمال الى جماعات غير منضبطة من جيش تحرير كوسوفو وأفراد حاولوا نهب منازل ومحلات الصرب. وواصل المزيد من الصرب العودة الى كوسوفو من صربيا والجبل الأسود وأمنت قوات من الحلف الاطلسي حراسة قوافل العائدين ومحلات اقامتهم. وعلى صعيد آخر ذكرت مصادر الوحدات البريطانية في بريشتينا ان سبب قتل اثنين من الجنود البريطانيين يعود الى قنابل عنقودية اسقطتها طائرات الاطلسي على مبنى احدى المدارس الى الغرب من بريشتينا ولم تنفجر في حينه. ومعلوم ان اثنين على الأقل من جيش تحرير كوسوفو قتلا مع الجنديين البريطانيين في الحادث حيث كانا يساعدان في إزالة الألغام. وكانت قوات ايطالية حالت دون وقوع اشتباك بين فصائل لجيش تحرير كوسوفو في مدينة بيتش الغربية عندما اقتربت مجموعات مؤيدة للزعيم الألباني المعتدل ابراهيم روغوفا من اخرى تتلقى الأوامر من المسؤول السياسي لجيش التحرير هاشم تاتشي الذي وقع اتفاق نزع سلاح المقاتلين الألبان مع الحلف الاطلسي.