تزامنت اعنف غارات لطائرات الاطلسي على يوغوسلافيا، منذ بداية الحرب، مع تصعيد جيش تحرير كوسوفو هجماته على القوات الصربية عبر الحدود مع البانيا. ووصل امس الى مقدونيا الزعيم المعتدل ابراهيم روغوفا، وقد ينتقل اليوم الى تيرانا، ساعياً الى توحيد صفوف اطراف المقاومة الألبانية. وصل الزعيم الالباني المعتدل ابراهيم روغوفا امس الأربعاء الى سكوبيا في زيارة يتوقع ان تشمل تيرانا الأسبوع المقبل ووصفها مصدر مطلع بأنها تهدف الى تنقية الأجواء بين أطراف الحركة الوطنية لألبان كوسوفو. وذكرت وكالة "كوسوفابرس" ان وحدات خاصة من جيش التحرير تحمل اسم "عين الصقر" بدأت أول من امس الثلثاء هجوماً على تجمعات القوات الصربية في بلدية "سوفاريكا" غرب الأقليم، وأسفرت المرحلة الأولى من المواجهة "عن قتل ثلاثة من عناصر الشرطة وأسر أربعة آخرين". وأشارت الوكالة الى ان عمليات مقاتلي جيش التحرير الاثنين والثلاثاء الماضيين في مناطق متفرقة اخرى من كوسوفو أدت الى "مقتل 10 من عناصر القوات الصربية واسر خمسة آخرين". ووصل الزعيم الألباني ابراهيم روغوفا امس الى سكوبيا قادماً من بون وتفقد مخيم "ستينكوفاتس" 32 ألف لاجئ ثم توجه الى منطقة "بلاتسا" الحدودية مع كوسوفو والتقى مع مئات الألبان الذين وصلوا لتوهم من الاقليم، وتحدث اليهم مؤكداً "انه يفعل كل ما في وسعه من أجل عودتهم الى ديارهم". وشدد على "ضرورة انتشار قوات اطلسية في كوسوفو". والتقى في سكوبيا زعيم حزب "الرفاه" لألبان مقدونيا عبدالرحمن اليتي 14 نائباً في برلمان مقدونيا ضمن لقاءاته مع القيادات الحزبية الألبانية في مقدونيا كما اجتمع مع كل من السفير الاميركي في سكوبيا كريستوفر هيل وسفراء غربيين آخرين. وأبلغ مصدر الباني مقرب من روغوفا "الحياة" ان زيارته "تهدف الى اعادة دوره القيادي للحركة الوطنية لألبان كوسوفو على الصعيدين المحلي والدولي". وأشار المصدر الى ان روغوفا تلقى دعوة من هاشم ثاتشي باسم قيادة جيش تحرير كوسوفو لزيارة تيرانا "للاتفاق على توحيد الموقف"، وتوقع المصدر ان يستجيب روغوفا "لهذه الدعوة الأسبوع المقبل في زيارة ثانية للمنطقة". وأوضح المصدر ان جيش التحرير تعرض لضغوط شديدة من الأطراف السياسية الألبانية "لمعالجة خلافاته مع الفئات الموصوفة بالاعتدال، خصوصاً الاتحاد الديموقراطي الذي يتزعمه روغوفا حسب الأسس التي وقعها الوفد الألباني الموحد في مفاوضات رامبوييه في فرنسا وتحظى بتأييد دولي واسع". ومن جهة اخرى نقل تلفزيون سكوبيا عن مصادر منظمات الاغاثة الدولية العاملة في مقدونيا ان "نحو 938 ألف الباني غادروا ديارهم منذ تصاعد العنف الصربي في الاقليم قبل ثلاثة أشهر". وذكرت المصادر ان 440 ألف لاجئ يقيمون في البانيا و250 ألفاً في مقدونيا و65 الفاً في الجبل الأسود و25 ألفاً في البوسنة وحوالي 150 ألفاً تمكنوا من الوصول الى دول اوروبية واميركية واستراليا ونيوزيلنده عن طريق منظمات الاغاثة أو بوسائل شخصية. وذكر بيان لوزارة الاعلام المقدونية انه وصل الى مقدونيا منذ السبت الماضي نحو 40 ألف لاجئ "ونقل العديد منهم الى المستشفيات نتيجة تعرضهم لانفجارات الألغام في داخل كوسوفو او اصابتهم بأمراض مختلفة". وذكر البيان ان 70 ألف لاجئ غادروا مقدونيا الى دول اخرى منذ بدء الغارات الجوية على يوغوسلافيا قبل شهرين. الأطلسي من جهة اخرى أعلن الحلف الاطلسي في بيان اصدره امس الأربعاء انه شن في الساعات ال24 الاخيرة أعنف غارات منذ بدء العمليات العسكرية لقوات التحالف ضد يوغوسلافيا. وأفاد البيان انه "تم توجيه ضربات مكثفة ضد القوات الصربية في كوسوفو" موضحاً ان 15 مربض مدفعية وست قواعد هاون وخمس دبابات وقاعدة اطلاق صواريخ مضادة للطائرات ومركز مضادات ارضية وآليات عسكرية اخرى أصيبت. وأكد البيان ان الطائرات قامت ب650 طلعة جوية، من بينها 284 اصابت اهدافاً مختلفة و74 أصابت مواقع للدفاع الجوي الصربية. وان "عدد الطلعات مع توجيه الضربات بلغ مستوى قياسياً جديداً". واستهدفت الطائرات في منطقة بلغراد لليلة الثانية على التوالي مقر السكن الرئاسي في دوبانوفتشي "الذي يضم مركزاً حصيناً للقيادة والرقابة". ومن بين اهداف الأطلسي هناك ايضاً محطات تقوية وبث اذاعي في بلغراد وستربلي وباليست وبيروت وسريمسكا وكارلوفيتشا، وثكنات في ساهاتش وبيتش ونوفي باشار وبيروت ومخازن ذخيرة في بريشتينا ونوفي باشار وكورسوملييا ومستودعات وقود في ليسكوفاتش وبور وبراهوفو. وهاجمت الطائرات الاطلسية مراكز قيادة في نوفي ساد وبريشتينا بالاضافة الى مستودع تابع للشرطة الخاصة في بلغراد. وفي لندن أعلنت الحكومة البريطانية امس الاربعاء انها وضعت 12 ألف عنصر اضافي في حال تأهب لتلبية الزيادة المحتملة لقوات الاطلسي. وأوضح وزير الدفاع البريطاني جورج روبرتسون امام مجلس العموم ان هذه الدفعة الجديدة "متوفرة" وان العدد الدقيق للقوات التي سترسل الى البلقان رهن بحاجات الاطلسي. وقررت الدول الاعضاء في الأطلسي الثلثاء ان ترفع من 28 ألفاً الى 45 ألفاً عديد قوة السلام التي ستشكل في المستقبل في كوسوفو للمساعدة على عودة اللاجئين متى تم التوصل الى اتفاق سلام مع بلغراد.