أثنى الرئيس الاميركي بيل كلينتون على موقف "جيش تحرير كوسوفو" لتوقيع اتفاق نزع أسلحته مع قيادة قوات حفظ السلام الدولية في الاقليم. وأفاد الناطق باسم مجلس الأمن القومي الاميركي ان الرئيس كلينتون اتصل بالمسؤول السياسي لجيش تحرير كوسوف هاشم ثاتشي هاتفياً من كولون "وشكره على توقيعه الاتفاق". ويصل الرئيس كلينتون اليوم الى مقدونيا في زيارة ليوم واحد. وذكرت المصادر الحكومية في سكوبيا ان الرئيس الاميركي سيلتقي الرئيس المقدوني كيرو غليفوروف ويتفقد مخيماً للاجئين. كما يتوقع ان يلتقي كلينتون اثناء وجوده في مقدونيا بالرئيسين الألباني رجب ميداني والبلغاري بيتار ستويانوف. وفي بريشتينا، أفاد قائد قوات حلف الأطلسي في كوسوفو الجنرال مايكل جاكسون ان وحدات حفظ السلام "ستتخذ من الآن فصاعداً اجراءات حازمة لحماية الأقلية الصربية في كوسوفو من هجمات محتملة يشنها الألبان العائدون الى الاقليم". وأعرب الجنرال جاكسون في تصريح أمس عن أسفه للحادث الذي وقفت فيه وحدات من قوات حفظ السلام مكتوفة الأيدي أثناء قيام الألبان بنهب وحرق مساكن الصرب. وقال "لقد اتخذت الخطوات اللازمة لضمان عدم تكرار مثل هذا الحادث". ووصف الاتفاق الذي وقعه مع "جيش تحرير كوسوفو" بأنه يعتبر منعطفاً في مهمة قوات حفظ السلام. وقال "اؤكد مرة أخرى على ارساء مناخ من السلام والأمن لجميع سكان كوسوفو". وأعرب عن أمله بعودة جميع الذين غادروا الاقليم، وقال "أشدد هنا على كلمة جميع من غادر الاقليم، ويشجعني على ذلك عودة لاجئين من مختلف الاعراق الى ديارهم في كوسوفو". وأضاف مؤكداً ان قوات حفظ السلام ستكون صارمة وعادلة وستعامل بمنتهى المساواة كل شرائح المجتمع مهما تكن خلفيتها، "لضمان تحقيق جو من السلامة والأمان للكل". وفي شأن الاتفاق مع "جيش تحرير كوسوفو"، أوضح أن مقاتليه "لن يرتدوا بعد الان ثيابهم العسكرية في العلن وسوف تتم ازالة كل نقاط التفتيش والحواجز. التي اقاموها على الطرق". وأضاف ان الاتفاق "يلزم عناصر جيش التحرير تسليم اسلحتهم وان يقدم قادة الجيش لائحة تفصيلية بمواقع الالغام التي زرعوها في كوسوفو". وكان المسؤول السياسي لجيش التحرير هاشم ثاتشي وقع صباح امس الباكر مع الجنرال جاكسون اتفاق نزع سلاح الجيش بصورة كاملة وانهاء وجود هذا التنظيم العسكري في غضون 90 يوماً. وأفاد ثاتشي بعد توقيع الاتفاق ان جيش التحرير "أبدى واجبا نبيلاً وتاريخياً طيلة فترة الحرب، وعليه ان يتغير ليستمر وجوده وفق اسس جديدة". وفي اول رد فعل من عناصر "جيش تحرير كوسوفو" على الاتفاق، رفضت بعض مجموعاته في شمال الاقليم التخلي عن اسلحتها وأبدت مقاومة لقوات حفظ السلام التي بدأت امس بتجريد افراد الجيش من اسلحتهم. ومعلوم ان حلف الأطلسي يرى ان نزع سلاح المقاتلين الألبان مسألة اساسية لاحلال السلام في الاقليم وزرع الثقة بين السكان الصرب.