بدأ وفد من الاممالمتحدة زيارة لبلغراد امس لتقويم الاوضاع الانسانية في يوغوسلافيا، فيما رفض حرس الحدود الصرب السماح للمئات من ألبان كوسوفو بالنزول من قطار اوصلهم الى الحدود مع مقدونيا وأمروا سائق القطار بالعودة ادراجه. وافاد ناطق باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة في مقدونيا ان الجنود الصرب "سمحوا لعشرة رجال مسنين فقط بعبور الحدود الى مقدونيا وأمروا سائق القطار بالعودة الى المكان الذي انطلق منه قرب بريشتينا". وفي غضون ذلك، بدأ وفد من الاممالمتحدة مهمة لتقويم الوضع الانساني في انحاء يوغوسلافيا ويضم الوفد خبراء من المفوضية العليا لشؤون اللاجئين والمنظمات الدولية التي تعنى بشؤون الطفولة والصحة والعمل والزراعة والتنمية وحقوق الانسان وهو الوفد الاول من نوعه منذ بدء عمليات الحلف الاطلسي. وافاد رئيسه سرجو فيير دي ميلو للصحافيين في بلغرد ان الوفد "سيقضى حوالى عشرة ايام في يوغوسلافيا يزور خلالها اماكن يختارها في صربيا والجبل الاسود واقليمي كوسوفو في الجنوب وفويفودينا في الشمال". واضاف ان مهمة الوفد تتضمن "لقاءات مع المسؤولين اليوغوسلافي والحصول على افكار واقعية عما يحدث في البلاد من دون ان اي عوائق". على صعيد آخر في محاولة للتقليل من شأن الوجود الألباني في كوسوفو، قال الناطق باسم الجيش اليوغوسلافي العقيد ميليفوي نوفكوفيتش ان عدد الألبان في الاقليم لم يصل في اي وقت الى مليون ونصف المليون شخص. واضاف في تصريح نقله تلفزيون بلغراد امس ان "عددهم لم يتجاوز ابداً ال800 الف شخص في كوسوفو و200 ألف موزعون في انحاء يوغوسلافيا حسب الاحصاءات الرسمية". ومن جهة اخرى، طلب الرئيس سلوبودان ميلوشيفيتش امس من رئيس الحكومة اليوغوسلافية مومير بولاتوفيتش استحداث وزارة جديدة تعنى بشؤون اللاجئين والمشردين من اقليم كوسوفو. واشار الى ان المهمة الرئيسية للوزارة ينبغي ان تكون "اعادة كل النازحين واللاجئين ومن كل الاعراق الى ديارهم الاصلية وتنظيم امور الاغاثة المحلية والدولية لهم". ونقل تلفزيون سكوبيا امس تصريحاً أدلى به الزعيم السياسي الألباني ابراهيم روغوفا في المانيا "رفض فيه مشاركة حزب الاتحاد الديموقراطي الالباني الذي يتزعمه في الحكومة التي اعلنها جيش تحرير كوسوفو في البانيا برئاسة هاشم تاتشي". ووصف روغوفا اعتراف برلمان البانيا بحكومة تاتشي بأنه "لن يخدم الشعب الألباني في كوسوفو". ودعا حلف شمال الاطلسي الى مواصلة غاراته الجوية على يوغوسلافيا "الى ان تنسحب القوات الصربية من كوسوفو". والمعروف ان روغوفا كان شكّل منذ ست سنوات حكومة لألبان كوسوفو في المنفى برئاسة بويار بوكوشي ولا تزال قائمة ومقرها في المانيا. وعلى صعيد آخر، وصف وزير الداخلية المقدوني بافلي ترايانوف الوضع في مخيمات اللاجئين في مقدونيا بأنها "تحولت الى ساحة صراع سياسي عنيف بين الألبان انفسهم من خلال التنافس بين انصار جيش تحرير كوسوفو ومؤيدي ابراهيم روغوفا". ووصف الوزير هذا الصراع بأنه "يمثل خطراً جديداً على مقدونيا لأنه يمكن ان يمتد الى الألبان المقدونيين". وفي الوقت نفسه، قال الناطق باسم الاطلسي جيمي شيا للصحفيين امس ان افادات الفارين من كوسوفو "تشير الى وجود 40 الفا من المهجرين داخل الاقليم تعترضهم القوات اليوغوسلافية وتمنعهم من الخروج من المنطقة الواقعة بين اوروسيفاتش ونيلاني". وأضاف ان الحلف "يشعر بالقلق من جراء اجبار الصرب القطار الذي يقل الفين من لاجئي كوسوفو على العودة ادراجه". وسمع مراسلون في منطقة الحدود دوي انفجارات داخل الاقليم ترافقت مع عودة القطار. ورأى الاطلسي ان تصرفات الصرب لا تعدو كونها مناورة لاستغلال اللاجئين في محاولة لمنع الحلف من الوصول الى اهدافه.