سقط مئتي الباني بين قتيل وجريح في قصف حمل الصرب الاطلسي مسؤوليته. واعترف الحلف بان طائراته كانت تعمل في المنطقة، فيما تخوف المسؤولون الغربيون من الانعكاسات الخطيرة لما قد يكون "حلقة جديدة في مسلسل اخطاء" الاطلسي. اعلنت مصادر حلف شمال الاطلسي "الحياة" امس ان طائراته كانت "تعمل بشكل مكثف" في اجواء منطقة كوريسا حيث افيد ان مئة مدني من البان كوسوفو قتلوا ليل اول من امس في غارة جوية. وقالت ان الحلف يجري تحقيقا في الحادث، رافضة التعليق على بيان صربي اتهم الاطلسي بتنفيذ المجزرة ب"قنابل انشطارية". واعربت مصادر في جيش تحرير كوسوفو الناشط في ضواحي المنطقة التي كانت عرضة للقصف عن شكها في ان يكون الاطلسي مسؤولا عن الغارة وقدرت عدد الضحايا بما يناهز المئتين بين قتيل وجريح. وقالت هذه المصادر ان الضحايا كانوا من بين 400 الباني لجأوا الى قاعات في مزرعة لتربية الحيوانات قرب قريتهم كوريسا شرق مدينة بريزرين علي بعد 70 كيلومتراً الى جنوب غربي بريشتينا عاصمة الاقليم . واضافت المصادر نفسها ان من استهدف هذا الملجأ كان يعرف ما بداخله، موجهة بذلك اصابع الاتهام الى الصرب. غير ان اعتراف مسؤولي الاطلسي بان طائراتهم كانت في المنطقة يؤدي الى استبعاد فرضية ان تكون طائرة صربية قصفت الملجأ ، هذا اذا لم يكن القصف مصدره مربض مدفعي قريب. ونتيجة سلسلة الاخطاء التي ارتكبتها طائرات الحلف وكان آخرها قصف السفارة الصينية في بلغراد، بدا المسؤولون في الاطلسي مرتبكين وسارعوا الى فتح تحقيق حول عملية القصف. وقال ناطق باسم الحلف: "اننا نجري تحقيقا وننظر الى هذا الموضوع بجدية". واضاف "حصل نشاط لطائرات الحلف في هذه المنطقة لكننا لا نعرف بعد المكان المحدد". وأفاد شهود البان ووكالة انباء "تانيوغ" اليوغوسلافية الرسمية ان مئة مدني على الاقل قتلوا بينما جرح العشرات. وقال ناجون ان قنابل سقطت قرابة منتصف الليل على باحة المزرعة حيث لجأ حوالي 400 شخص لتمضية الليل بعدما كانوا يختبئون في الغابات المجاورة. وقال أحد الشهود ان "العديد من الجثث المحروقة نقلت صباحا في أكياس". ودانت وكالة "تانيوغ" ما وصفته بانه "قصف مجرم وبربري قام به حلف شمال الاطلسي". وكان الحلف اعلن صباح امس ان عمليات القصف الاكثر كثافة التي قام بها خلال الساعات ال 24 الاخيرة استهدفت منطقتي برزرين جنوب كوسوفو وستيمليي. وقالت مصادر في وكالة "كوسوفا برس" التابعة لجيش تحرير كوسوفو ان القصف جرى في عمليتين فصلت بينهما حوالى ثلاث ساعات بعد منتصف ليل الخميس - الجمعة. وأوضحت ان ضواحي القرية شهدت اشتباكات عنيفة في الأيام العشرة الأخيرة بين مقاتلي جيش التحرير والقوات الصربية "ما دفع السكان الى اللجوء الى الغابات المجاورة اثناء النهار والاحتماء بالمنازل المهجورة خلال الليل بسبب البرد وذلك هرباً من اعتداءات القوات والميليشيات الصربية". وكان مركز الاعلام الصربي في بريشتينا اعلن أمس ان 100 الباني قتلوا وأصيب نحو مئة آخرين بجروح "عندما القت الطائرات الأطلسية ثماني قنابل انشطارية على سكان قرية كوريسا". وأشار المركز الى أن غالبية الضحايا هم من النساء والأطفال والعجزة وأشار الى "عدم وجود أي مركز للشرطة أو الجيش في محيط القرية". وفي غضون ذلك، خسر حلف شمال الأطلسي طائرة استطلاعية من دون طيار. وكان الناطق باسم القوات الفرنسية التابعة للحلف الأطلسي في مقدونيا اعلن أول من أمس ان طائرة استطلاعية فرنسية بلا طيار "لم تعد الى نقطة انطلاقها بعد قيامها بطلعة فوق صربيا". وذكر مصدر عسكري أميركي في البانيا امس انه تم نقل وحدات أميركية لدعم مروحيات اباتشي الى مكان قريب من حدود كوسوفو "لاجراء مناورات بالذخيرة الحية". وفي غضون ذلك غادر فريق تابع للجنة الدولية للصليب الأحمر بلغراد أمس متوجهاً الى بريشتينا، عاصمة اقليم كوسوفو، وأفاد الصليب الأحمر انه "الفريق الأول الذي يحمل معه معدات للانقاذ لكن هدفه خصوصاً الاطلاع على الوضع في الاقليم" وأعرب عن أمله في أن يكون الفريق "بداية لانتشار أوسع ضروري". ومن جهة أخرى نقلت اذاعة تيرانا أمس عن لاجئين وصلوا الى البانيا ان "حوالى مئة ألف الباني يتحركون في طوابير داخل كوسوفو باتجاه الحدود مع الدول المجاورة". وعلى صعيد آخر، أفادت الاذاعة ان جيش تحرير كوسوفو عين الجنرال السابق في الجيش اليوغوسلافي اغيم شيخو قائداً عاماً لمقاتليه بدلاً من القائد السابق سليمان سليمي سلطان. وذكرت الاذاعة ان سبب التغيير يعود الى "متطلبات توافر الخبرة الضرورية لقادة جيش التحرير". وأضافت الاذاعة ان الاشتباكات تواصلت بين المقاتلين الألبان والقوات الصربية في المناطق الجنوبية من اقليم كوسوفو "وأن جيش التحرير حقق انتصارات جديدة في بلدية جاكوفيتسا". ومن جهة أخرى، زارت هيلاري كلينتون زوجة الرئيس الأميركي بيل كلينتون أمس مقدونيا وتفقدت مخيم ستينكوفاتس في شمال سكوبيا للاجئين الألبان والتقت الرئيس المقدوني كيرو غليغوروف ورئيس وزرائه ليوبتشو غورغيفسكي. والتقت مع مسؤولي المنظمات الانسانية الدولية العاملة في مقدونيا في شأن ظروف المخيمات واحتياجاتها.