طبعت لندنوطهران علاقاتهما، برفع مستوى التمثيل الديبلوماسي بينهما من مرتبة قائم بالاعمال الى مرتبة سفير. ويشكل تبادل السفراء التطور الاول من نوعه منذ ازمة الكاتب سلمان رشدي في ايران. لندن، طهران - رويترز، أ ف ب - أعلنت بريطانياوايران امس الثلثاء اتفاقهما على تبادل السفراء بعد خفض مستوى العلاقات بين البلدين منذ عشرة أعوام عندما أصدرت طهران فتوى باهدار دم الكاتب البريطاني سلمان رشدي. وقال وزير الخارجية البريطاني روبن كوك في بيان ان "هذه الخطوة تمثل نهاية لخلاف استمر أعواماً". وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الايرانية حامد رضا آصفي في بيان نقلته وكالة انباء الجمهورية الاسلامية انه "باتفاق طهرانولندن على ان يقوم الملحقان التابعان للبلدين بدور السفير بداية من اليوم امس تكون العلاقات بين حكومتي ايرانوبريطانيا رفعت رسميا الى مستوى تبادل السفراء". ورأى كوك ان "هذا يفسح لنا في المجال أمام اعادة بناء علاقة سليمة مع ايران تفيد الجانبين ويتيح العمل معها في طريق الاصلاح والانفتاح من جديد على العالم الخارجي". وتابع ان هذه الخطوة "تحقق الاتفاق الذي توصلنا اليه مع الحكومة الايرانية في نيويورك في ايلول سبتمبر 1998". وسيصبح نيك براون القائم بالاعمال البريطاني في طهران سفيرا لبريطانيا في العاصمة الايرانية. كما يصبح غلام رضا أنصاري سفيراً لايران في لندن. وكان براون لعب دوراً في اعادة الحوار بين البلدين منذ التوتر الذي رافق صدور رواية "آيات شيطانية" لرشدي والفتوى التي اصدرها الخميني ضد الكاتب البريطاني الهندي الاصل. ولم تعيّن بريطانيا سفيراً لدى ايران منذ "الثورة الاسلامية" عام 1979. وكان براون يمثلها قائماً بالاعمال. وفي ايلول سبتمبر الماضي، اتفق وزيرا خارجية البلدين روبن كوك وكمال خرازي بعد لقاء على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، على رفع العلاقات الديبلوماسية الى مستوى السفراء بعد تعهد علني من الحكومة الايرانية بعدم تطبيق الفتوى بقتل رشدي التي اصدرها الخميني في 1989. وأكد خرازي في حينه ان بلاده لن تسعى الى تطبيق الفتوى لكنه لم يعلن الغاءها الامر الذي تعتبره طهران مستحيلاً. كذلك تنصلت الحكومة الايرانية من مكافأة قيمتها 5،2 مليون دولار لمن يقتل الكاتب المتهم بالاساءة الى الاسلام. وكانت بريطانيا التي اثر دعمها لنظام الشاه الراحل على نظرة ايران اليها بعد الثورة، الدولة الوحيدة في الاتحاد الاوروبي التي ليس لديها سفير في طهران. لكن وصول الرئيس الاصلاحي محمد خاتمي الى السلطة في 1997 سمح ببدء تقارب بين البلدين، على الصعيدين السياسي والاقتصادي. الى ذلك، افادت مصادر رسمية في لندن امس، ان وزير الطاقة البريطاني جون باتل سيجتمع هذا الاسبوع مع مسؤولين في قطاع النفط الايراني من اجل استكشاف فرص الاستثمارات في ايران للشركات البريطانية العاملة في هذا القطاع. واضافت ان نائبين لوزير النفط الايراني هما مهدي الحسيني وعلي هاشمي سيزوران بريطانيا لاستكشاف فرص تطوير حقلين للنفط في مياه الخليج.