لندن، نيويورك، طهران - "الحياة"، رويترز، أ ف ب - أعلن وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية ديريك فاتشيت ان تطبيع العلاقات الديبلوماسية بين لندنوطهران عبر تبادل السفراء بين البلدين سيتم "قريبا جداً". وجاء كلامه غداة حل الخلاف بين البلدين في شأن فتوى الزعيم الإيراني الراحل آية الله الخميني باهدار دم الكاتب البريطاني الهندي الأصل سلمان رشدي بسبب كتابه "آيات شيطانية" الذي اعتُبر مسيئاً للإسلام. ورحّب سلمان رشدي أمس بإعلان ايران انها لن تلجأ الى تنفيذ فتوى قتله. وترتبط بريطانيا وإيران حالياً بعلاقات ديبلوماسية على مستوى القائم بالأعمال. وقال فاتشيت في مؤتمر صحافي انه سيتوجه قريباً الى ايران وان احد كبار المسؤولين الايرانيين سيزور بريطانيا. ورداً على سؤال في شأن سلامة سلمان رشدي، قال فاتشيت انه "مطمئن" الى سلامة الكاتب، معتبراً أنه "في امان بالنسبة الى الايرانيين. ونحن متيقنون من ان تعهد الدولة الايرانية له وزنه". وكان وزير الخارجية الإيراني كمال خرازي تعهد اول من امس في نيويورك، بعد لقاء مع وزير الخارجية البريطاني روبن كوك، ان لا تلجأ بلاده الى تطبيق الفتوى في حق سلمان رشدي، مغلقاً هذا الملف الذي سبب كثيراً من التوتر في علاقة بلاده بالغرب. وقال خرازي ان ايران لم تعد تدعم المكافأة البالغة 5،2 مليون دولار التي خصصت لأي شخص يغتال سلمان رشدي. وعقد سلمان رشدي مؤتمراً صحافياً في لندن امس اعلن فيه سروره للموقف الإيراني، موكداً أنه "ناضل في سبيل حرية التعبير". وقال: "كان نضالاً يستحق ان يُخاض". وتابع متحدثاً للصحافيين: "السبب الذي يجمعنا هنا هو الاقرار بنهاية تهديد ارهابي مروع من حكومة دولة معينة ضد مواطني دول اخرى. انها للحظة عظيمة وعلينا جميعاً ان نقر ذلك". واعترف رشدي انه كذب عام 1990 عندما قال انه عاد مسلماً سعياً منه الى رفع الفتوى الإيرانية بقتله. وقال إنه ليس متديناً. وسأله صحافي هل يعتبر نفسه مسلماً، فرد بأنه لا يعتبر نفسه مسلماً. غير ان منظمات إسلامية في لندن أكدت ان الفتوى بإهدار دم سلمان رشدي ما زالت سارية المفعول ولا يمكن للحكومة الايرانية ان تبطلها. وقال مصطفى كامل ابو حمزة المصري، مسؤول منظمة "أنصار الشريعة"، ان ايران لا يمكنها إلغاء فتوى قتل الكاتب البريطاني الهندي الأصل. وقال ان القرار الإيراني هو بمثابة "اعطاء امان وهمي" لسلمان رشدي. وأعلن التنظيم الاعتصام أمام السفارة الإيرانية في لندن. وقال غياث الدين صديقي المسؤول عن "البرلمان المسلم" غير منتخب، ان قرار ايران التخلي عن منح مكافأة لقتل سلمان رشدي "لا يغير شيئا لأن الحكومة الايرانية لا تتمتع بسلطة ابطال الفتوى وهي مع ذلك لم تبطلها". وقال ان "الفتوى ما زالت قائمة وعلى رشدي ألا يفرح بالاتفاق الذي اعلن عنه وان حياته ما زالت في خطر". أما عمر بكري المسؤول عن حركة "المهاجرون" فاكد ان الطريق الوحيدة المتاحة امام سلمان رشدي هي ان "يتوب". وفي نيويوركالأممالمتحدة، رحب الامين العام للأمم المتحدة كوفي انان بسحب الحكومة الايرانية دعمها للمكافأة المقدمة لقتل سلمان رشدي. وقال الناطق باسم الاممالمتحدة فريد ايكهارد ان وزير الخارجية البريطاني روبن كوك ابلغ الاعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الامن بالقرار الايراني وان الامين العام "أعرب عن ترحيبه" به. واكد وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين، من جهته، ان قرار ايران التخلي عن منح مكافأة لقتل سلمان رشدي "يؤكد ارادة طهران في الانفتاح". ونقلت آن غازو - سكريه الناطقة باسم فيدرين عنه "انه خبر سار يؤكد ارادة االانفتاح لدى الرئيس سيد خاتمي والحكومة، وهي ارادة لمستها خلال زيارتي الاخيرة لطهران". وزار فيدرين في أواخر آب اغسطس الماضي طهران على رأس وفد كبير. وفي كوبنهاغن، أعلنت الحكومة الدنماركية ان الوزير الايراني كمال خرازي طلب لقاء نظيره الدنماركي نيلز هلفيغ بيترسن في نيويورك لمناقشة تطورات العلاقات بين طهران والاتحاد الاوروبي. والدانمارك هي الدولة الوحيدة في الاتحاد الاوروبي التي تخلت من جانب واحد صيف 1996 عن "الحوار النقدي" مع ايران بسبب وعود قطعتها طهران للحكومة الدنماركية ولم تنفذها في شأن إبطال الفتوى بإهدار دم سلمان رشدي. وفي طهران، بث التلفزيون الايراني الرسمي الخميس تعهد الحكومة الايرانية عدم التعرض لحياة سلمان رشدي من دون ان يشير الى قرارها الابتعاد عن مسألة منح مكافأة لقتل الكاتب البريطاني. وأوضح التلفزيون ان وزير الخارجية كمال خرازي شدد خلال محادثاته مع نظيره البريطاني روبن كوك في نيويورك على "الموقف الواضح لإيران المتعلق بفتوى الامام الخميني، مضيفاً ان ايران لن تقبل في أي حال من الاحوال التعرض لقيم الاسلام المقدسة". وأضاف التلفزيون ان "خرازي تعهد أيضاً بأن الحكومة لا تنوي التعرض لحياة رشدي أو لحياة أي شخص آخر على علاقة بهذه القضية"