هبطت صباح امس أول طائرة يمنية في مطار الكويت منذ الغزو العراقي لهذا البلد عام 1990 وعلى متنها نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية اليمني عبدالقادر باجمال، وهو أول مسؤول يمني بهذا المستوى يزور الكويت منذ 9 سنوات، بناء على دعوة من نظيره الكويتي الشيخ صباح الاحمد الصباح الذي كان في مقدمة مستقبليه. ويحمل باجمال رسالة من الرئيس اليمني علي عبدالله صالح الى امير الكويت الشيخ جابر الاحمد الصباح تتعلق بمسألة عودة العلاقات بين البلدين الى وضعها الطبيعي بعد قطيعة 9 سنوات. ومن المنتظر ان يستقبل امير الكويت اليوم الوزير اليمني فيما يشارك الشيخ صباح الاحمد الجابر نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الكويتي نظيره اليمني رفع العلم اليمني على مبنى السفارة اليمنية في الكويت ايذاناً باعادة فتحها بعد اغلاقها منذ الغزو العراقي لدولة الكويت. وأكد الشيخ صباح في تصريحات صحافية اثناء استقباله باجمال في مطار الكويت صباح امس ان العلاقات اليمنية - الكويتية لم تنقطع على الاطلاق غير انها ستعود الى طبيعتها "وستكون افضل مما كانت عليه". وفي رده على سؤال حول ما اذا كانت زيارة باجمال الى الكويت تعتبر اغلاقاً لصفحات الماضي في العلاقات بين البلدين قال الشيخ صباح:"لقد طويت صفحة الماضي ونحن نفتح صفحة جديدة وأدل ملامحها وجود أخي باجمال بيننا في الكويت الذي يسعدني انه قبل دعوتي لزيارة بلده الثاني الكويت وهذه الزيارة سيكون لها اثر ايجابي على البلدين الشقيقين". وأضاف الشيخ صباح رداً على سؤال حول ملامح العلاقات الثنائية مستقبلاً: "ستشمل كل الاتجاهات السياسية والاقتصادية وغيرها، بالاضافة الى قضايا التضامن العربي". وأضاف: "أتمنى ان يكون هذا اللقاء بداية للقاءات قادمة يعود من خلالها التضامن العربي الذي تدعو اليه الكويت دائماً". ومن جانبه أكد عبدالقادر باجمال في تصريحات صحافية في مطار الكويت رداً على سؤال حول موقف اليمن من اهمية تنفيذ العراق القرارات الدولية: "ان ذلك عنصر اساسي لتحقيق سلام شامل وكامل. وهذا في تقديرنا مهم جداً لعودة التضامن العربي. ونعتبر تنفيذ العراق القرارات الدولية احد العناوين المهمة لعودة التضامن والسلام في المنطقة، ونحن بحثنا هذه المسألة بشكل دقيق في اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي عقد في القاهرة قبل عدة أشهر". ورداً على سؤال حول ما الذي يمكن ان يلعبه اليمن ازاء قضية الاسرى الكويتيين في العراق قال باجمال: "هذه قضية انسانية وقضية مهمة جداً وعلينا ان نتحدث عنها ونحلها بحيث لا تكون هناك قضايا عالقة على الاطلاق. واليمن مستعد ان يلعب أي دور اذا ما طلب منه لصالح حل هذه القضية والوصول الى ما يجب الوصول اليه حولها". وحول مسألة اعادة اليمن طلبه الانضمام الى دول مجلس التعاون الخليجي قال باجمال: "نحن تقدمنا بطلب في هذا الشأن في وقت سابق، والطلب لا يزال قائماً ومفتوحاً". وحول مسألة تقديم اليمن تسهيلات عسكرية للولايات المتحدة نفى باجمال اي تسهيلات تحمل معنى إقامة قواعد عسكرية وقال: "انها تسهيلات تحمل طابعاً تجارياً لا أكثر". وأكد باجمال ان "العلاقات الكويتية - اليمنية لها اواصر تاريخية وجسور عميقة بين البلدين والشعبين، وستعود الى افضل مما كانت عليه في الماضي وستشهد اقوى انطلاقة لها في المستقبل القريب". وقال اننا نتطلع الى ان "يكون لقاؤنا اليوم في الكويت مشهداً متكاملاً وليس احادياً او ثنائياً في مسيرة التضامن العربي". وكان الشيخ صباح وباجمال عقدا جلسة محادثات في مقر وزارة الخارجية الكويتية فور وصول باجمال بحضور الوفد المرافق وفي مقدمهم الدكتور عبدالهادي الهمداني نائب مدير مكتب رئاسة الجمهورية. وعلمت "الحياة" من مصادر في الوفد المرافق للسيد باجمال ان المحادثات أسفرت عن تقارب وجهات النظر في مختلف القضايا التي جرى بحثها، وفي مقدمها تشكيل لجان للتنسيق وانهاء القضايا العالقة المتعلقة بالعلاقات الثنائية واعادة التبادل التجاري والاستثماري بين البلدين. والتقى باجمال في وقت لاحق امس بممثلين للجالية اليمنية في الكويت.