لم يستبعد وزير الخارجية المغربي السيد محمد بن عيسى حدوث انفراج قريب في العلاقات المغربية - الجزائرية. وقال بن عيسى الذي يزور باريس حالياً في تصريحات وزعت في الرباط: "لا شيء مستحيل في علاقات الشعوب، خصوصاً اذا كانت هذه العلاقات تاريخية مثل القائمة بين المغرب والجزائر"، مرحباً بأي صيغة للتعاون بين دول الاتحاد المغاربي. لكنه دعا الى تجاوز القطيعة "لأنه لا يمكن القيام بعمل ميداني ملموس في حال استمرار اغلاق الحدود" في اشارة الى قرار الجزائر اغلاق حدودها مع المغرب في 1994 والذي لا يزال ساري المفعول. وسئل بن عيسى عن العلاقات المغربية - الاميركية فأجاب: "كانت ولا تزال وطيدة بحكم التاريخ". وشدد، في رد على سؤال آخر، على استمرار الديبلوماسية المغربية التي تولى حقيبتها أخيراً خلفاً للسيد عبداللطيف الفيلالي "ان اسلوب العمل وطريقته ومنهجيته قد تتغير من شخص الى آخر، لكن المبادئ الديبلوماسية ثابتة". وأجرى بن عيسى أمس محادثات مع نظيره الفرنسي هوبير فيدرين في مبنى الخارجية الفرنسية، اعقبها غداء عمل. وتناولت هذه المحادثات تعميق التشاور بين الجانبين. وكان الرئيس جاك شيراك استقبل بن عيسى اول من امس وبحث معه في قضايا عدة. وشدد الوزير المغربي، في تصريحات بعد اللقاء على الطابع "المتميز" للعلاقات بين الملك الحسن الثاني وشيراك وبين البلدين. وقال ان اللقاء اتسم ب"الحميمية والصداقة" اللتين تميزان العلاقات المغربية - الفرنسية. وأشار الى ان المحادثات تناولت قضية الصحراء "والتطورات المتعلقة بالاستفتاء الذي تسانده فرنسا، كما شملت اوضاع المغرب العربي عموماً". مكرراً تمسك بلاده بالاستقرار والأمن والازدهار في المنطقة. وعن السلام في الشرق الأوسط قال بن عيسى ان "المغرب وقف دائما الى جانب السلام في منطقة الشرق الاوسط. ويقوم العاهل المغربي منذ سنوات طويلة بدور رائد لدعم مسلسل السلام"، مكرراً التأكيد: "حينما تتوافر الظروف والشروط الموضوعية فإن المغرب سيكون سعيداً بالاسهام في تنشيط هذا المسلسل". سبتة ومليلية على صعيد آخر ابدت اوساط اسبانية اهتمامها بامكان فوز "المجموعة المستقلة الليبرالية" في انتخابات 13 حزيران يونيو المقبل في مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين شمال البلاد. ورأت ان استطلاعات الرأي تعطي الفوز للحزب السياسي الاسباني بسبب "الوضع الدقيق" في المدينتين اللتين يطالب المغرب باستعادة سيادته عليهما، لكنها رأت ان زعيم الحزب خيسوس جيل يعتمد استراتيجية جديدة لحل النزاع بين المغرب واسبانيا، بالتركيز على المناطق المتنازع عليها بين اسبانيا والمغرب من جهة، واسبانيا وبريطانيا من جهة أخرى، في اشارة الى النزاع حول السيادة على جبل طارق. ورأت اوساط اعلامية ان هذا الحزب "يطمح الى تحويل مدينة مليلية مركزاً مالياً دولياً لاستقطاب الرساميل عبر تشجيعات ضريبية". واستناداً الى استطلاعات الرأي المتداولة فان سكان مليلية يعتبرون انهم ضحايا تمييز من الحكومة المركزية في الوقت الذي يقول سكان سبتة انهم غير راضين عن عمل الحكومة الحالية. وتأتي مشكلة الامن الشخصي والتواصل مع شبه الجزيرة الايبيرية في مقدم اهتمامات سكان مليلية في حين تأتي مشكلة الامن والهجرة في مقدمة انشغالات سكان سبتة، ويشكو سكان المناطق التابعة لجبل طارق من مشاكل التهريب وترويج المخدرات. الى ذلك ذكرت مصادر امنية اسبانية ان مهاجراً مغربياً لا يملك الوثائق القانونية اصيب السبت الماضي في مليلية المحتلة بجروح طفيفة بعدما اطلق عليه احد عناصر الحرس المدني النار. واوضح المصدر ان الحادث وقع على اثر ضبط قوات الامن الاسبانية مهاجرين مغربيين في ساحل المدينة وفي حوزة احدهما سلاح ابيض. مما دفع احد الحرس الى استخدام مسدسه. واشارت "الى ان قيادة الحرس المدني فتحت تحقيقاً حول الحادث، ووضعت المهاجر المغربي رهن الاعتقال الاحترازي بعد ان تلقى الاسعافات في أحد المستشفيات".