} بات متداولا على صعيد واسع في الغرب ان قصف السفارة الصينية في بلغراد جاء نتيجة "معلومات خاطئة تم تسريبها الى الاطلسي من قبل عميل مزدوج في بلغراد" وبناء على اوامر من اركان نظام الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش. واوحت المعلومات الخاطئة للحلف ان السفارة لا تعدو كونها مقرا لوكالة المشتريات العسكرية اليوغوسلافية أكدت العواصم الغربية وقيادة الاطلسي في اتصالات مكثفة مع بكين امس الاحد ان قصف السفارة الصينية في بلغراد نجم عن "خطأ معلوماتي واستخباري تسبب به عملاء استخبارات من بلغراد". ونقلت مصادر اعلامية غربية عن قادة اطلسيين ان "السفارة لم تكن على لائحة اهداف الحلف ولا على خرائطه، ما سهل لعميل مزدوج تسريب معلومة خاطئة مفادها ان بناية السفارة هي مقر لوكالة المشتريات العسكرية للجيش اليوغوسلافي". ولم تضف المصادر الاطلسية والأميركية اي تفاصيل على البيان المشترك الذي اصدره وزير الدفاع الاميركي وليام كوهين ومدير وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية جورج تينيت وقالا فيه ان الخطأ في القصف ناجم عن "عملاء استخبارات" ادلوا بمعلومات خاطئة، فيما رجح الناطق باسم الحلف جايمي شي الا تتوفر معلومات اضافية "لان الامر يتعلق بحقل الاستخبارات ومسائل يجب ان تبقى سرية في فترة الحرب". وأكد الناطق باسم الاطلسي ان "الطيار نفذ المهمة فوق بلغراد وفقاً للمعطيات التي زودته بها القيادة العسكرية وألقى ثلاث قنابل على البناية". ونقل في مؤتمر صحافي في مقر الحلف في العاصمة البلجيكية، عن كوهين وتينيت قولهما "ان مراجعة دقيقة للحادث ولإجراءات اختيار الاهداف أوضحت الخطأ في تشخيص طبيعة الهدف" ، مشيراً الى ان ذلك كان "أمراً خارجاً عن السياق ولن يتكرر". وأثارت العملية التي خلقت عاصفة سياسية على المستوى الدولي، مخاوف جدية من ان تنسحب الصين الى مواقع معادية للمساعي السلمية المبذولة لحل أزمة كوسوفو في وقت تتكثف الاتصالات الدولية في هذا الشأن، مع وصول المبعوث الروسي فيكتور تشيرنوميردين والمبعوث الخاص للامم المتحدة كارل بيلت الى بون لاجراء محادثات مع المستشار الألماني غيرهارد شرودر تركز على خلق آلية دولية لحل المشكلة الكوسوفية . وبادر الامين العام للحلف الاطلسي خافيير سولانا بالاتصال بالسفير الصيني في بروكسيل لتقديم الاعتذار والتعازي لعائلات الضحايا والحكومة الصينية وللتعبير عن رغبة العواصم الغربية بدور صيني فعال في التوصل الى حل. واشارت تقارير في عواصم اوروبية الى ان القيادات العسكرية الغربية بدأت تحقيقات في شأن الحادث لا يستبعد ان تطاول كيفية اتخاذ القرار بضرب الاهداف وهو امر يتحمل مسؤوليته حاليا القائد الاعلى لقوات الاطلسي في اوروبا الجنرال ويسلي كلارك. وانيطت هذه المسؤولية بكلارك من اجل ايجاد مرونة وسرعة كافية في تنفيذ الضربات بدل العودة الى مجلس الحلف في كل مرة يتم انتقاء هدف معين. لكن الحادث زاد من درجة القلق والمخاوف من ان تؤدي اطالة أمد العمليات العسكرية الى مزيد من الاخطاء الاطلسية المماثلة، ما يستدعي توسيع نطاق عملية اتخاذ القرار لكنه في الوقت نفسه يفقد المبادرة في سرعة تحديد الاهداف، مرونتها وحيويتها. من جهة أخرى، شدد الناطق باسم الاطلسي على وجوب عدم القفز الى استنتاجات بسبب توقف الغارات على بلغراد مساء اول من امس نتيجة سوء الاحوال الجوية. وأشار الى ان طائرات الحلف قصفت طرقا وخطوطا للسكة الحديد ومحطات تقوية اذاعية وأخرى للبث التلفزيوني في وسط يوغوسلافيا امس. كما شملت الغارات مطارات في مدينة نيش وبريشتينا عاصمة كوسوفو وسينينيتشا وثكنات عسكرية في كراغويفاتش وفلاييفو ومستودعات للوقود في لوباتنيتشا ونيش.