أكد حلف شمال الاطلسي أمس عزمه على تصعيد الضربات الجوية ضد القوات والاهداف الصربية خلال الساعات القادمة في ضوء تحسن الطقس، فيما اتهمت بلغراد دول الحلف بشن "حرب شاملة" ضد يوغوسلافيا أسفرت عن وقوع ضحايا من المدنيين. وأعلن مساعد قائد العمليات في هيئة اركان الجيوش الفرنسية الجنرال كزافييه ديلكور ان "ضربات كثيفة هي الأقوى" منذ بدء عمليات الاطلسي ستشن ليل الثلثاء أمس. وأفاد مسؤولون في الحلف ان الطائرات شنت "ضربات لا سابق لها من حيث القوة" على يوغوسلافيا، مشيرين الى استهداف اكثر من 30 موقعاً واستخدام حوالى مئة طائرة خلال هذه الغارات. وأفاد مسؤول في الحلف ان خللا طرأ على أحد الأسلحة ربما ادى الى سقوط ضحايا مدنيين في اليكسيناتش جنوب بلغراد خلال عمليات القصف ليل اول من امس، كما سبق وأعلنت مصادر صربية. وقالت وسائل اعلام صربية ان حلف الاطلسي ضرب امس مدينتين كبيرتين مع تحسن الطقس بما يسمح بتشديد الغارات الجوية. وأفادت ان مدينة فراني الصربية الجنوبية وضاحية لمدينة بريشتينا عاصمة اقليم كوسوفو قصفتا صباح امس. واكد السفير اليوغوسلافي في موسكو بوريسلاف ميلوشيفيتش، شقيق الرئيس الصربي، ان القصف أوقع أكثر من 300 قتيل وثلاثة آلاف جريح. وأشار عميد الجو ديفيد ويلبي في مؤتمر صحافي عقده امس في مقر الحلف في بروكسيل الى كثافة الغارات الجوية وضربات صواريخ كروز التي شملت مختلف انحاء يوغوسلافيا، وبشكل خاص العاصمة بلغراد ومدينة نيش وتيتوفو، اضافة الى بريشتينا. وقال إن الضربات الجوية حققت نتائج جيدة، وان جميع الطائرات عادت الى قواعدها سالمة. وشملت الاهداف المضروبة في صربيا وكوسوفو الجسور ومواقع الرادار، وبطاريات الدفاع الجوي والمطارات ومراكز الشرطة والأمن ومصافي وصهاريج النفط. وعرض ويلبي صوراً لصهاريج الوقود التي تم تدميرها قرب بلغراد. واعترف انه اثناء قصف موقع للمدفعية وقع خطأ فني وسقطت قنابل على بعد 600 متر في موقع مدني. وأكد ويلبي ان طائرات الحلف رصدت حشوداً للقوات الصربية على الحدود الغربية لكوسوفو وليس بعيداً عن حدود البانيا. وقال إن الحشود الصربية تتحرك غرباً نحو الحدود الالبانية لملاحقة مسلحي جيش تحرير كوسوفو الذين يواصلون انسحابهم غرباً. ودخلت حاملة الطائرات الاميركية تيودور روزفلت البحر الادرياتيكي يوم الاثنين. وقال البنتاغون ان طائراتها الهجومية السبع والاربعين ستكون مستعدة للمشاركة في غارات الاطلسي. ونفى الاطلسي ان تكون القوات اليوغوسلافية اسقطت طائرتين تابعتين له مساء الاثنين في منطقة نوفي ساد شمال بلغراد حسب ما كان اعلن التلفزيون الصربي. إلى ذلك وجهت الولاياتالمتحدة تحذيراً إى الرئيس اليوغوسلافي من انه لن يجد سلاماً سهلاً في كوسوفو. وقال الرئيس بيل كلينتون ان الغارات الجوية "ستستمر بلا هوادة على أهداف صربية الى ان يرضخ ميلوشيفيتش." واضاف: "نحن مستعدون لمواصلة هذه الخطة لنقطع بها شوطاً طويلاً. خطتنا هي المواصلة حتى نسود". ورفضت وزيرة الخارجية الاميركية وضع حد زمني لغارات الحلف، مكررة بأن الحلف ليست لديه نية استخدام قوات برية في غزو يوغوسلافيا. وصرح المتحدث باسم وزارة الدفاع الاميركية كينيث بايكون ان الحملة الجوية التي يشنها الحلف بدأت "تحدث تأثيراً" على ما يبدو. وقال "نتلقى اشارات تؤكد ان الحملة بدأت تحدث تأثيراً"، لكنه اضاف ان "هذا التأثير ليس سريعاً ولم يشل بعد حركة الجيش الصربي". وأشار الى ان "التأثير على البنى التحتية كان كبيراً، لكننا نحتاج إلى بعض الوقت حتى يؤدي تدمير مستودعات المحروقات ووسائل المواصلات كالطرق والجسور الى خنق القوات المنتشرة في كوسوفو". وكان وزير الدفاع الاميركي وليام كوهين برر الضربات الجوية بأنها ضرورية على اي حال قبل اي نشر للقوات على الارض. واكد ان "نشر قوة على الارض، إذا ما تقرر ذلك، يتطلب اولا هذا النوع من الحملة الجوية المكثفة التي قد تدوم اسابيع". وازدادت الضغوط على الرئيس الاميركي لحمله على اتخاذ كافة الخطوات الضرورية لئلا يخسر حلف الاطلسي معركة كوسوفو.