اكد المستشار الالماني غيرهارد شرودر وجود "حركة" لايجاد تسوية سياسية في شأن كوسوفو، فيما ابلغ الامين العام للامم المتحدة كوفي انان محادثيه الروس انه لمس لدى قادة الغرب "تفهماً" لصعوبة الحل العسكري. تكثفت الاتصالات الديبلوماسية بين الولاياتالمتحدةوروسيا والأمم المتحدةوالمانيا لايجاد "أطر اتفاق" سياسي لأزمة كوسوفو. وكررت واشنطن شروطها لوضع حدٍ للغارات على يوغوسلافيا، مبدية مرونة في قبولها "وجوداً أمنياً دولياً" في كوسوفو يكون الأطلسي نواتها الأساسية. وجدد المستشار الألماني غيرهارد شرودر دعوته الى هدنة في عمليات القصف على يوغوسلافيا. وأكد وجود "حركة لإيجاد تسوية سياسية للأزمة". فيما أبلغ الأمين العام للامم المتحدةروسيا أنه وجد تفهماً لدى "زعماء الغرب لصعوبة حل مشكلة كوسوفو عسكرياً". في بروكسيل، أعلن مساعد وزيرة الخارجية الاميركية ستروب تالبوت أمس الخميس ان حلف شمال الاطلسي يفترض ان يكون "نواة" أي "وجود أمني دولي" في كوسوفو. وصرح تالبوت الذي وصل الى بروكسيل للقاء الأمين العام للحلف الاطلسي خافيير سولانا ان "وضع حد لشرعية الغاب" في كوسوفو يتطلب "وجوداً أمنياً دولياً يجب ان يكون الحلف الاطلسي نواة له". وأضاف ان هذا لا يعني ان قوة دولية ستضم عناصر من الدول الاعضاء في الحلف وحده، مشيراً الى ان "موافقة روسيا على انتشار هذه القوة في كوسوفو اساسية وايجابية". وحول الاتصالات الديبلوماسية بين الولاياتالمتحدةوروسياوالاممالمتحدة، قال تالبوت ان "ما نسعى الى تحقيقه هو تحديد أطر اتفاق" يأخذ في الاعتبار مطالب الحلف الاطلسي وروسيا في كوسوفو. لكنه أقر بأنه "لا يزال هناك الكثير من العمل الصعب"، مضيفاً انه "من الواضح ان موسكو تتفهم الدور الذي يمكنها أداؤه ونحن نعترف بهذا الدور وعلى روسيا المشاركة في الحل". وفي المانيا، أعلن المستشار غيرهارد شرودر امس ان الجهود التي بذلها الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان والموفد الروسي الخاص الى يوغوسلافيا فيكتور تشيرنوميردين أدت الى حصول "حركة باتجاه تسوية سياسية" للنزاع في كوسوفو. وصرح شرودر اثر لقاء مع تشيرنوميردين في بون ان هناك "تقارباً" بين المواقف منذ انعقاد قمة حلف شمال الاطلسي في واشنطن في عطلة نهاية الاسبوع الماضي. وجدد شرودر اقتراحه اعلان هدنة فى القصف الذي يشنه الحلف الاطلسي على يوغوسلافيا شرط الحصول على "اشارات حقيقية لبدء انسحاب" القوات الصربية من كوسوفو. وبعد لقاء استمر حوالى ساعتين مع تشيرنوميردين، كرر المستشار الالماني "الشروط الثلاثة اللازمة" لايجاد تسوية سياسية للصراع وهي: أولاً، وقف اعمال القتل، ثانياً، ضرورة عودة اللاجئين الى منازلهم بحماية قوات دولية تتألف في معظمها من دول الحلف الاطلسي. ثالثاً، انسحاب الوحدات اليوغوسلافية بما فيها شبه العسكرية والشرطة الخاصة من كوسوفو. في موسكو، أجرى أنان مباحثات مع المسؤولين الروس لتسوية الأزمة البلقانية، وطالب الرئيس بوريس يلتسن ب"عودة الشرعية الدولية" فيما ذكر تشيرنوميردين ان بلغراد ستقبل وجوداً دولياً في كوسوفو، لكنه أضاف ان تحديد البلدان المشاركة سيكون "المحور الأهم" في المفاوضات. وعند استقباله انان أكد يلتسن ان "الرهان كبير جداً للبلقان ولأوروبا والعالم". وزاد ان هناك خيارين: "إما عودة الشرعية الدولية أو عالم تحكمه القوة". وكان انان اجتمع الى تشيرنوميردين قبل مغادرة الأخير موسكو في جولة تشمل بون وروما وبلغراد. واكد الناطق الرسمي باسم المبعوث الخاص ان الأمين العام للامم المتحدة ابلغ تشيرنوميردين ان لقاءاته الأخيرة مع قادة الغرب "أظهرت ان هؤلاء يتكون لديهم تدريجاً تفهم لتعذر ايجاد حل لمشكلة كوسوفو بالأساليب العسكرية". ومن جانبه دعا تشيرنوميردين الى مشاركة الاممالمتحدة ب"حزم أكبر" في معالجة الأزمة. واضاف انه يحمل "اقتراحات ملموسة" سيبحثها خلال جولته، وقال انها تتعلق بالوجود الدولي في كوسوفو "تحت رعاية الاممالمتحدة وبمشاركة روسية كبيرة" اضافة الى مناقشة انسحاب القوات اليوغوسلافية من الاقليم. وشدد على ان أهم محاور البحث هو "من يشارك" في القوات.