عين الرئيس الروسي بوريس يلتسن رئيس الوزراء السابق فيكتور تشيرنوميردين مبعوثاً خاصاً للتسوية في البلقان. وأعلن الأخير انه قد يتوجه قريباً الى واشنطن لعقد لقاءات "على أرفع مستوى" فيما تنتظر موسكو نتائج الوساطة التي قام بها في بلغراد الرئيس البيلاروسي الكسندر لوكاشنكو. وذكر الكرملين ان تشيرنوميردين عين "لما يتمتع به من خبرة سياسية وهيبة دولية". وقال مساعد الرئيس الروسي للشؤون الدولية سيرغي بريخودكو ان القرار اتخذ بعد التشاور مع الحكومة. إلا ان المراقبين اعتبروا القرار محاولة لتحجيم دور رئيس الوزراء يفغيني بريماكوف ووزير خارجيته ايغور ايفانوف. وأشار عدد من المحللين الى ان يلتسن ربما "شم" احتمالات التوصل الى حل ويريد ان يستأثر بأكاليل الغار أو انه ينوي "تليين" الموقف الروسي واسناد مهمة التفاوض الى تشيرنوميردين المعروف بأن له صلات وثيقة مع الغرب وتحديداً مع نائب الرئيس الأميركي ألبرت غور. وفور اعلان تعيينه، ذكر تشيرنوميردين انه لا يستبعد قيامه بزيارة الى واشنطن قريباً لعقد "لقاءات على أرفع مستوى". وأضاف ان أمام روسيا حالياً "فرصة لوقف إراقة الدماء وهذا ما ينبغي أن نفعله الآن تحديداً، في وقت لم يظهر بعد منتصر أو مهزوم". وأضاف انه سيحاول اقناع الأميركيين وقيادة الحزب الديموقراطي ان عملية التسوية "عامل يجب أن يوظف" في حملة الانتخابات الرئاسية الأميركية للسنة 2000. وعلى صعيد آخر، أكدت وكالة "ايتار - تاس" الروسية نقلاً عن مصادر في هيئة الأركان التركية ان تشكيلة تضم ثماني قطع بحرية روسية بينها طراد وبارجتان، ستعبر مضائق البوسفور ابتداء من اليوم الخميس. وكان مقرراً ان تتوجه التشكيلة الى البحر الادرياتيكي بين 3 و16 من الشهر الجاري إلا ان انطلاقها ارجئ على ما يبدو في انتظار نتائج اجتماع أوسلو بين وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف ونظيرته الأميركية مادلين اولبرايت. ميلوشيفيتش - لوكاشنكو وتوجه الى العاصمة اليوغوسلافية أمس الرئيس البيلاروسي الكسندر لوكاشنكو رغم ان حلف الأطلسي رفض ان يقدم ضمانات لسلامة طائرته التي مرت عبر أجواء اوكرانيا وهنغاريا قبل هبوطها في بلغراد. وأكد لوكاشنكو انه يحمل "أفكاراً جديدة هي استمرار منطقي" لجهود بريماكوف. ولكنه أضاف ان لديه "علاقات خاصة" مع الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش وقال "آمل ان يسمع لي كما لا يسمع لأي شخص آخر". وأكد انه يريد اطلاعه على "ما يجري خارج يوغوسلافيا" ليكون في صورة التوازنات العالمية. وبث التلفزيون الصربي وقائع استقبال ميلوشيفيتش للوكاشينكو. وبدا الهدوء على الرئيس اليوغوسلافي وهو يعانق ضيفه أمام القصر الرئاسي في ضواحي بلغراد. وبدا ان يوغوسلافيا تعلق آمالاً كبيرة على زيارة لوكاشنكو التي وصفها التلفزيون الحكومي بأنها "تأتي في ضوء اتصالات دولية مكثفة أجراها الرئيس يلتسن وأوعز الى لوكاشنكو بنقل نتائجها الى الرئيس ميلوشيفيتش". وأبلغ مصدر في وزارة الاعلام اليوغوسلافية "الحياة" ان لوكاشنكو "حمل اقتراحات محددة حول تسوية للضربات الجوية الاطلسية وحسم قضية الوضع في كوسوفو". ووصف المصدر هذه الاقتراحات "بأنها جيدة" وتمخضت عن الاتصالات التي اجراها الرئيس يلتسن ومحادثات وزير خارجيته ايغور ايفانوف مع مسؤولين أوروبيين وأميركيين "وهي قريبة من المشروع الألماني الذي يحظى بدعم دول الاتحاد الأوروبي". وتوقع المصدر ان تظهر نتائج المساعي الجارية حالياً خلال اليومين في أعقاب الزيارة التي يتوقع ان يقوم بها الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان "للاتفاق على صيغة مشروع يتم عرضه على مجلس الأمن". من جهة اخرى، اكد الرئيس اليوغوسلافي في حديث نشر في موسكو امس ان بلغراد ستعلن الحرب على الدول التي تنطلق منها قوات الاطلسي في غزو بري. وطلب مساعدة عسكرية من روسيا التي قال انها ستكون الهدف المقبل للغارات. واختار ميلوشيفيتش صحيفة "النجم الاحمر" الناطقة باسم وزارة الدفاع الروسية للتعبير عن مواقفه، وذكر انه اذا قرر حلف الاطلسي بدء عملية برية فان ذلك "سيعني تلقائياً ان البلدان التي يبدأ منها الغزو، في حال حرب مع يوغوسلافيا". واضاف ان "الارض ستحترق تحت اقدام المعتدين ولن نرحمهم كما اننا لن ندقق في الاساليب التي سنتبعها". وأكد الرئيس اليوغوسلافي ان بلاده "تعرضت الى عدوان جماعي ولذا فهي لا تفقد الامل" في الحصول على مساعدة عسكرية من روسيا وبلدان اخرى. وهذه المرة الاولى التي يطلب ميلوشيفيتش السلاح الروسي بصراحة. وحذر موسكو من ان دورها سيأتي "عاجلاً او اجلاً". وفي حال هزيمة يوغوسلافيا فان الاطلسي "سيبدأ قصف المدن الروسية". ورحب بوصول متطوعين روس. وقال ان بلغراد سوف تستقبلهم "كأخوة واصدقاء". واشاد بجهود القيادة الروسية لوقف الغارات، لكنه اضاف: "ليس ذنب روسيا بل مصيبتها ان الاطلسي … تجاهل موقفها". وأكد الرئيس اليوغوسلافي ان الغرب "يخفي الخسائر" معتمداً اساليب التضليل الدعائي. وذكر ان الاطلسي فقد 36 طائرة واحتمل ان يكون العدد 42 اضافة الى اسقاط 119 صاروخاً من طراز كروز.