أكدت واشنطن ان الاطلسي سيمضي قدما في عملياته في البلقان سواء كان ذلك بالتعاون مع الاممالمتحدة او من دونها، فيما ابدت المانيا تأييدها قرار الحلف فرض حظر نفطي على يوغوسلافيا ونفت فرنسا الكلام عن ترددها في هذا الشأن. اعتبر انتوني بليكن مستشار الرئيس الاميركي بيل كلينتون للشؤون الاوروبية ان موافقة الاممالمتحدة على عمليات الاطلسي في يوغوسلافيا ليست ضرورية، فيما نفى وزير الدفاع الفرنسي الان ريشار صحة تقارير عن تردد بلاده في ما يتعلق بقرار الاطلسي توقيف ناقلات النفط المتجهة الى يوغوسلافيا وتفتيشها. واصر الوزير الفرنسي على عدم وجود خلاف بين اعضاء حلف شمال الاطلسي بشأن هذه القضية التي افيد ان المسؤولين العسكريين في الحلف ناقشوا ترتيباتها في واشنطن حيث اختتمت امس الاحد قمة دول الاطلسي. وكان في جدول اعمال اليوم الاخير من القمة امس الاحد، البحث في "اعادة اعمار البلقان" بعد انتهاء الحرب. وفي غضون ذلك، قال المستشار الالماني غيرهارد شرودر في مقابلة مع شبكة "سي ان ان" التلفزيونية الاميركية ان بلاده تؤيد بقوة فكرة فرض حظر نفطي على يوغوسلافيا وانها ستدعم نشر قوات قتالية في كوسوفو اذا قرر حلف الاطلسي استخدامها. وتواصلت الغارات الاطلسية على يوغوسلافيا في اليوم الثالث والثلاثين امس. واوقفت الغارات بث التلفزيون الحكومي الصربي للمرة الثانية في ثلاثة ايام بعدما ضربت المحطة الرئيسية لارساله. كما هوجمت نيش، ثالث اكبر مدينة صربية، في ثاني ليلة على التوالي يهاجم فيها الاطلسي هذه المدينة الواقعة في جنوب شرقي البلاد. وجاء ذلك في وقت اجرى الرئيس الروسي بوريس يلتسن اتصالاً هاتفيا بنظيره الاميركي للبحث في ازمة البلقان فيما استعد مبعوثه فيكتور تشيرنوميردين لاجراء محادثات مع قادة دول الاطلسي بعدما أعرب الحلف عن استعداده للتعاون مع موسكو لحل الصراع. لكن لم يكن واضحا اين سيبدأ تشيرنوميردين جولته وبمن سيجتمع اولا؟ ومعلوم ان المانيا وبريطانيا رحبتا باي دور روسي بعد المحادثات التي اجراها تشيرنوميردين في بلغراد ولم تؤد الى نتيجة. لكن انتوني بليكن مستشار الرئيس الاميركي للشؤون الاوروبية حذر من ان الاطلسي سيمضى قدما في حملته حتى ولو فشل في التعاون مع الروس. وقال في مقابلة مع اذاعة "فرانس انتير" امس : "اذا اهتدينا الى طريقة تمكننا من الحصول على دعم الاممالمتحدة والعمل مع الروس سيكون ذلك افضل. ولكننا اذا لم نحصل على قرار" من مجلس الامن الدولي "فاننا نبقى مستعدين الى المضي قدما". واوضح انه "من اجل امن قواتنا والقوات الفرنسية والايطالية وغيرها من التي تشارك، يجب ان يبقى نظام القيادة والمراقبة واضحا". ويسعى الحلف لتهدئة روسيا لكي يضمن عدم تقديمها اي مساعدة عسكرية ليوغوسلافيا وللحد من التوتر في العلاقات مع موسكو. وعقد قادة الاطلسي اجتماعا مع ممثلي سبع دول مجاورة ليوغوسلافيا تعاني من اثار الحرب وهي: البانيا والبوسنة وبلغاريا وكرواتيا ومقدونيا ورومانيا وسلوفينيا. وقال الامين العام للاطلسي خافيير سولانا عند بدء الاجتماع ان الحلف "يحاول تقديم مساعداته وسيستمر في ذلك". اما الرئيس الاميركي بيل كلينتون فقال ان "الاطلسي يسعى الى تخفيف العبء" عن دول خط المواجهة. واضاف: "يتوجب علينا ان نفعل اكثر". وحذر بلغراد قائلا "سنرد على صربيا في حال هددت جيرانها". وافاد ديبلوماسيون ان رؤساء الدول المدعوين كانوا فقط من الدول الاعضاء في "الشراكة من اجل السلام" وذلك لتفادي وجود الرئيس الكرواتي فرانيو توجمان الذي توجد بينه وبين الحلف خلافات قديمة وكبيرة حول عدم التزامه بتطبيق اتفاقات دايتون للسلام في البوسنة.