أبلغ الرئيس الروسي بوريس يلتسن نظيره الاميركي بيل كلينتون ان الرئيس اليوغوسلافي لن يتراجع امام الضربات الاطلسية كما ان موسكو لن تسمح بتحول يوغوسلافيا الى محمية، عارضاً وساطة روسية بين الجانبين، منتقداً "تعنت" بلغراد. وجاء ذلك في ظل انشقاق في اسرة الدول المستقلة القائمة على انقاض الاتحاد السوفياتي التي يستعد عدد من دولها لاقامة تكتل مناوئ لموسكو. انتقدت موسكو للمرة الأولى "تعنت" بلغراد. وطلبت منها الموافقة على نشر قوات دولية في كوسوفو. وتعهد الرئيس بوريس يلتسن امس بوقف ارسال قطع الاسطول الروسي الى البحر الادرياتيكي. لكنه حذر من ان بلغراد "لن تستسلم" وقال ان روسيا "لن تسمح" بتحويل يوغوسلافيا الى محمية. وعرض وساطة بينها وبين الولاياتالمتحدة. وفي غضون ذلك، قرر رؤساء خمسة، من الدول الاعضاء في اسرة الدول المستقلة عقد اجتماع في واشنطن قد يتمخض عنه قيام كتلة جديدة مناوئة لموسكو. وكانت روسيا اعربت عن استيائها لنية رؤساء جورجيا وأوزبكستان وأذربيجان وأوكرانيا ومولدوف المشاركة في احتفالات الذكرى الخمسين لانشاء حلف شمال الاطلسي والتي قاطعها يلتسن بسبب ازمة البلقان. ولكن الكرملين قد يتلقى ضربة قوية اذا اعلن عن تشكيل كتلة جديدة. وذكر الرئيس الجورجي ادوارد شيفاردنادزه انه وزملاءه الأربعة سيعقدون اجتماعاً في السفارة الاوزبكية بواشنطن. وتهرب من الاجابة على سؤال عما اذا كان الاجتماع سيسفر عن قيام حلف جديد. وقال "من الصعب الحديث عن طبيعة التكتل ... ولكن مشروعه لم يتضمن حتى الآن جوانب عسكرية". ورأس يلتسن صباح أمس اجتماعاً حضره رئيس الوزراء يفغيني بريماكوف ومبعوثه الخاص لشؤون البلقان فيكتور تشيرنوميردين ووزراء الدفاع والخارجية والاستخبارات. وأعلن يلتسن انه سيتصل بنظيره الأميركي بيل كلينتون لإبلاغه ان الرئيس اليوغوسلافي "لن يستسلم ... وعبثاً تعقدون آمالاً على ذلك". وأضاف ان الغرب يريد جعل يوغوسلافيا محمية "لكننا لن نسمح بذلك فهذه منطقة استراتيجية". إلا أن يلتسن الذي اجتمع لاحقاً الى رؤساء تحرير وسائل الاعلام الكبرى قال ان وقف الغارات والجلوس الى طاولة المفاوضات، يقتضيان من الرئيس سلوبودان ميلوشيفيتش ان يوافق على وجود قوات دولية في كوسوفو. وانتقد "تعنته" الذي وصفه بأنه يعرقل الوصول الى تسوية. وتأكيداً لتراجع موسكو عن مواقفها المتشددة قال يلتسن ان الاجتماع الذي حضره أركان الحكومة قرر وقف ارسال القطعات البحرية الى منطقة العمليات والاكتفاء بوجود سفينة الاستطلاع "ليمان" التي ذكر انها تجمع معلومات عن حركة الطائرات ونسبة الدمار وعدد الضحايا. وكانت قيادة القوات البحرية اعلنت ان ست سفن بينها طراد وبارجتان مستعدة لعبور مضيقي الدردنيل والبوسفور قبل 22 الشهر الجاري للانضمام الى "ليمان". إلا أن قرار يلتسن المفاجئ يعني ان موسكو آثرت التخلي عن التصعيد. وفي ما يتعلق بانضمام يوغوسلافيا الى الاتحاد الروسي - البيلاروسي أكد يلتسن ان موسكو "ستتصرف بتحفظ وتفكر" ولكنه اضاف "ليس في وسعنا ان نرفض ميلوشيفيتش بل نريد ان نأخذه في احضاننا بأقوى ما يمكن". وهذا "العناق" المقيد للحركة لا يدخل ضمن خطط بلغراد. لذا يرى المحللون ان الرئيس وجد صيغة للتخلي عن فكرة الاتحاد الثلاثي على ألا تحمل موسكو المسؤولية عن الفشل. وسيتولى تنفيذ الخطة الروسية الجديدة فيكتور تشيرنوميردين الذي أكد من جانبه ان تورط روسيا في البلقان قد يؤدي الى حرب عالمية. واستغرب ان بلغراد تريد الانضمام الى الاتحاد الثنائي الآن وتساءل: "اين كانوا الصرب في الماضي؟".