اكد الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش ان الاطلسي سيموت في حرب كوسوفو التي "تعني للصرب ما تعنيه القدس لليهود"، فيما اعلن وزير الخارجية الايطالي لامبرتو ديني ان ميلوشيفيتش يتعرض لضغوط داخلية للتوصل الى حل تفاوضي للازمة. لندن، براتيسلافا، سكوبيا - "الحياة"، أ ف ب - وصل بطريرك موسكو وعموم روسيا ألكسيس الثاني الى بلغراد امس الثلثاء في مهمة سلام، فيما واصل الحلف غاراته على اهداف عسكرية شملت دبابات وآليات تستخدم في التطهير العرقي ضد الالبان، حسبما افاد رئيس الوزراء البريطاني توني بلير في بروكسيل امس. وجاء كلام بلير في وقت اظهر استطلاع للرأي في بريطانيا تراجع نسبة المقتنعين بجدوى الغارات الاطلسية وذلك اثر قصف قافلة للاجئين بالخطأ الاربعاء الماضي. وااكد رئيس الوزراء البريطاني ان طائرات الحلف أصابت خمس دبابات وأربع عربات مدرعة و20 مركبة عسكرية أخرى في كوسوفو، في حين قال مسؤول في الحلف ان طائراته ضربت 20 هدفاً في الساعات الاربع والعشرين الماضية من بينها مخازن وقود وجسور ومعدات عسكرية. لكن المسؤول نفسه قال ان سوء الاحوال الجوية وتعذر الرؤية، قد يبطئان الحملة الجوية للحلف خلال الايام القليلة المقبلة0 وفي مقابلة نشرتها صحيفة النقابات السلوفاكية "براتشا"، قال ميلوشيفيتش عن الاطلسي: "اني واثق من ان هذا الحلف العسكري سيموت هنا"، مؤكداً ان الذكرى الخمسين لهذه المنظمة لن تقدم لها سوى "الحزن والعار على الصعيد الدولي". واضاف ان "يوغوسلافيا لن تتخلى عن كوسوفو ولن تسمح باحتلال الاقليم". ورأى ان "تكاثر الالبان بهذه السرعة لا يعطيهم حق اقتطاع جزء من بلادنا"، مؤكداً ان "الصرب يعشقون حريتهم". وقال ان "كوسوفو تعني للصرب ما تعنيه القدس لليهود"، مؤكدا ان "الالبان يستغلون كونهم يشكلون غالبية" في كوسوفو. وعن عملية برية محتملة للحلف، قال ميلوشيفيتش: "عندما يصلون سندافع عن انفسنا وسنقتلهم". ورأى ان "طرحاً متعدد الثقافات والديانات والاتنيات يقوم على المساواة في الحقوق، يشكل اساس حل عادل ودائم في كوسوفو". ورفض فكرة وجود "قوات احتلال بقيادة الحلف الاطلسي او منظمة الامن والتعاون في اوروبا او الاممالمتحدة" على اراضي يوغوسلافيا. وزار بطريرك موسكو وعموم روسيا بلغراد. واعتبر ان "الوقت لم يفت بعد لايجاد طرق مقبولة وسلمية لتسوية ازمة كوسوفو، مؤكداً ان "واجب الكنيسة هو خدمة السلام". وفي مقابلة نشرتها صحيفة "فاينانشال تايمز" امس قال وزير الخارجية الايطالي ان الرئيس اليوغوسلافي يتعرض لضغوط متزايدة من قبل اعضاء في الائتلاف الحكومي ومسؤولين كبار في القطاع الصناعي للتوصل الى حل. واضاف ان "الشك بدأ يساور ميلوشيفيتش الذي بدأ يتساءل: هل من الافضل السعي للتفاوض حول اتفاق بعدما رأى ان تحقيق انتصار غير مرجح" في حال استمرار غارات الاطلسي . الى ذلك، قال عدنان ميروفتشي وهو احد مساعدي الزعيم المعتدل لالبان كوسوفو ابراهيم روغوفا ان الاخير لم يلتق بالرئيس اليوغوسلافي الشهر الجاري الا تحت ضغط وانه لا يريد انهاء حملة الاطلسي على يوغوسلافيا الا بعد انسحاب القوات الصربية من كوسوفو0 وقال ميروفتشي الذي زار مقدونيا باذن من السلطات اليوغوسلافية ان روغوفا قيد الاقامة الجبرية في منزله في بريشتينا وان محادثات بلغراد معه هدفها الدعاية فقط.