في اليوم السادس من الضربات الاطلسية ضد يوغوسلافيا، ظهرت بوادر مبادرة روسية، سارعت عواصم اوروبية الى تأييدها فيما رحبت واشنطن بحذر مشككة في نجاحها باقناع الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش في العودة الى ما توقفت عنده مفاوضات رامبوييه وباريس حول كوسوفو. راجع ص6 و7 وتركز الاهتمام الاعلامي على مأساة اللاجئين الألبان الذين واصلوا تدفقهم على مقدونيا وألبانيا المجاورتين وواصل بعضهم طريقه في اتجاه دول اوروبية مثل ايطاليا، فيما تكشفت تفاصيل جديدة عن تصفيات صربية في الاقليم يخشى ان تكون طاولت عدداً من قادته، وبينهم الزعيم المعتدل ابراهيم روغوفا والصحافي باتون حاجيو رئيس تحرير "كوهاديتوري" كبرى صحف الاقليم والقيادي المعتدل في جيش تحرير كوسوفو فهمي اغاني. وأفادت تقديرات ان عدد النازحين وصل الى مئة الف وبدأ بالازدياد منذ اعادت السلطات اليوغوسلافية فتح الحدود مع البانيا فيما رفعت ميليشيات صربية ملصقات تطلب من الالبان "الهرب تحت طائلة الموت". وتواصلت مشاعر التحدي للضربات الاطلسية في بلغراد والمدن الصربية الاخرى رغم ان الغارات كانت اكثر قساوة وبلغت ذروتها وأصابت عدداً من الاهداف الاستراتيجية في صربيا وكوسوفو نفسها. واستعدت بلغراد لاستقبال رئيس الوزراء الروسي يفغيني بريماكوف على رأس وفد يضم وزيري الخارجية والدفاع. وأفيد ان الوفد يحمل افكاراً بشأن تقريب وجهات النظر بين الاطلسي ويوغوسلافيا. وجاء ذلك في وقت وصل وفد روسي غير رسمي يقوده رئيس الوزراء السابق ايغور غايدار الى روما حاملاً افكاراً متطابقة. وأبرز معالم الافكار الروسية اقناع بلغراد بانتشار اجنبي في كوسوفو تحت راية الاممالمتحدة او منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، لا الحلف الاطلسي. وكان ترحيب واشنطن بتحرك رئيس الوزراء الروسي مشروطاً بمدى قدرته على اقناع الرئيس اليوغوسلافي بالقبول باتفاق رامبوييه وقف العمليات العسكرية في كوسوفو. وقال الناطق باسم البيت الأبيض جو لوكهارت ان هناك اختلافاً كبيراً في الرأي بين واشنطن وموسكو حول المهمة العسكرية الحالية لحلف شمال الاطلسي "لكننا قلنا دائماً انه سيكون مفيداً اذا تمكن اولئك الذين لديهم نفوذ على ميلوشيفيتش من نقل رسالة اليه بالقبول بالسلام عوضاً عن الاستمرار في مواجهة الضربات الاطلسية". وصعدت الادارة امس كلامها ضد الممارسات الصربية في كوسوفو، وقال لوكهارت ان القوات اليوغوسلافية ضاعفت هجماتها ضد البان كوسوفو، وان التقارير الواردة من هناك تفيد عن وقوع مذابح وجرائم حرب وعمليات تهجير اثني. وعاد الرئيس بيل كلينتون امس الى البيت الابيض بعدما امضى ليلة في كمب ديفيد. واجتمع فوراً الى كبار مساعديه في مجلس الأمن القومي للاطلاع على آخر تطورات العمليات العسكرية والجهود الديبلوماسية. وكان شدد بعد ظهر الاحد على ضرورة تماسك اعضاء الحلف والمضي في العمليات العسكرية ضد اعمال القمع والفظاعات التي ترتكبها القوات الصربية.